على ذلك خايربك الكاشف، وهو ينكر ما فعله طرباي ويصرح بذلك، ويقول: إن طرباي أخرب مكة، ويقال إن نيته المطالبة بالقماش الذي رماه طرباي على الناس، وهو للقاضي كاتب السر البدري بن مزهر.
وفي صبح يوم الأربعاء، ثامن الشهر، دخل السيد بركات بن محمد، صاحب الحجاز مكة، من غزوه لعرب مطير بجهة الشرق، وظفر بهم، وكسب منهم جملة من المال، ووجد بعضهم مصالحين، فرد على المصالحين مالهم.
وفي ليلة الخميس، تاسع الشهر، وصل إلى مكة نائب جدة قايتباي وناظرها وصيرفيها زين الدين المحتسب، بعد أن خرج لملاقاته قاضي القضاة الشافعي/الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، والباش قانصوه الجوشن والمحتسب أصباي، وطرباي وابن الطاهر، ودخلوا معه إلى السيد، ولما فرغ من الطواف والسعي طلع هو والأمراء المذكورون إلى الأمير قانصوه البرج ببيته بالصفا، ويقال إن نائب جدة سأل قانصوه البرج، هل يلبس الخلع التي معه لأربابها؟ فقال له: أفعل وعلي الجواب.
ففي صباحيتها، خرج المذكور والسيد الشريف للقائه إلى الزاهر بين الحجون، فخلع على المذكورين ستة خلع، ودخلوا مكة جميعا، واستمروا معه إلى بيته، خلا السيد الشريف.
وفي آخر يوم الخميس، توجه الأمراء إلى قانصوه البرج، وهم خايربك المنفي والباش قانصوه الجوشن، ونائب جدة قايتباي، وطرباي، وطلبوا أيضا قاضي القضاة الشافعي، وجرى بينهما الكلام فيما فعله طرباي من أخذ أموال من أموال الناس، ورميه لقماش كاتب السر على الناس، وأخذه منهم فوق الأثمان، أو ما بلص به من بعضهم حتى ترك عند الرمي، فأتفق الحال على أنه يرد للناس ما أخذ منهم وأن يرد لهم أيضا زائد أثمان القماش، وأن يقّوم ويجعل الذي قيمته عشرة دنانير بإثني عشر ويرد