للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالا فأمتنع أيضا، ونهب العسكر كثيرا من البيوت، وصار كثير من الناس بعد الغنى فقيرا، وتكرر إرسال السيد بركات لنائب جدة قايتباي يطلبه فلم يجبه، إلا بعد تكرار الرسل وجاءه ملبسا، فألبس السيد بركات أيضا وركب وسأله أن يخرجا جميعا إلى ظاهر البلد، فامتنع وسايره قليلا، ثم عاد نائب جدة، ويقال إنه وسق جميع ما يتعلق به بالجلاب، وركب كثيرا من أهل جدة بالسنابيق إلى الجزائر (١)، وهرب محمد بن شميلة في جلبة أو جلبتين شحنها بحوائجه، يقال ومن النهب، وما يعلم إلى أين توجه، ثم توجه السيد بركات وبقفا/كفه الشمال ضربة أو نشابة أزعجته، هو وعسكره إلى العد (٢)، واستمر الأرجاف بمكة أنه يريد دخولها ونهبها، إلى أن كان يوم الإثنين خامس الشهر، خرج السيد هزاع في عسكره إلى خارج مكة، من جهة باب الشبيكة، وتوجهوا إلى جدة وكانوا بها يوم السادس، ثم في يوم السابع، قاربوا السيد بركات، ثم وقعت الرسل بين الشريفين من الشرفاء وغيرهم [حتى اتفقا] (٣)، على أن يعط السيد هزاع السيد بركات ألفي دينار، ويعطي السيد بركات السيد هزاع وجها إلى عاشر المحرم، فما رضي السيد بركات إلا بعد أن عظموا الأمر عليه، وأن مع السيد هزاع جماعة الأتراك والقواسة والعبيد الرماة بالبندق، والأمر على خلافه، وأن المبلغ


= قاضي مكة، كمال الدين أبو البركات بن أبي السعود. الفاسي: العقد الثمين ٢/ ٣٥٨.
(١) الجزائر: المراد بها الجزر الموجودة في البحر الأحمر، والجزيرة جمعها جزائر سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأرض، وهي أرض يحدق بها الماء. حميد السيد رمضان: معجم الجغرافيا في اللغة العربية، ص ٥٨.
(٢) العد: ماء في الساحل جنوب جدة، وهي ثلاث آبار في وادي يدعى وادي العد، يسيل من جبال هي آخر السلسلة المارة جنوب بحرة وحداء، ويقع العد جنوب شرقي جدة. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٦/ ٤٩ - ٥٠.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٧ لسياق المعنى.