للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجيئه في وقت معين، وسألوه أن يرتحل من ذلك المحل إلى أبيار أطوى (١)، فأرتحل بعد أن أبرد [النهار] (٢)، ولم يفارقه السيد هزاع حتى ارتحل، وجاء الخبر إلى مكة بنصرة السيد بركات، فنهب عرب الدار وغيرهم حوائج بني إبراهيم وتعلقهم، وقتلوا بعضهم، ثم جاء بعد ذلك أوراق السيد هزاع إلى الأمراء بأنه سئل في ذلك، وأجاب والأمر على ما ذكر أولا.

ثم في يوم الخميس، ثامن الشهر، وصل السيد هزاع وعسكره إلى مكة، ونهب بنو إبراهيم سوق المعلاة (٣)، وبيوتا لمن أتهم [وغيرهم] (٤)، ومسك الشريف جماعة من الهذايلة وغيرهم، وأمر بشنق بعضهم، فافتدى نفسه بمال له صورة، وجعل على جماعة من فعل ذلك وأتهم به مالا، وطابت [أنفس] (٥) أهل مكة بعد الوجوه، وعزم كثير من الناس على الحج، بعد أن كانوا عزموا على التخلف، ونادى منادي السيد هزاع أيضا، بأن من تخلف ينهب ولا يسأل ما يجري عليه، وسئل السيد هزاع في ذلك، فقال: المراد التجار وأهل البيع والشراء (٦).


(١) أبيار أطوى: هي بئر ذي طوى: وهي بئر لا زالت تعرف باسمها في جرول إلى اليوم من إحياء مكة المكرمة. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٥/ ٢٣٧.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٧ لسياق المعنى.
(٣) سوق المعلاة: هو السوق الواقع بين الحجون والمسجد الحرام. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٨/ ٢٠١.
(٤) وردت في الأصول "وغيره" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٨.
(٥) وردت في الأصل "النفس" والصحيح كما هو مثبت ليستقيم المعنى.
(٦) وتخلف كثير من الناس. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٨.