للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سادس أو سابع ذي الحجة، ماتت خديجة بنت الشيخ حسين العطيف، زوجة الفخر العيني، وأم أولاده بالمدينة الشريفة، وبلغنا تعبها في أول سنة [ست] (١).

وفي آخر اليوم الثامن، وصل الحاج الشاميون وهم كثير، وأميرهم قانصوه أبو قوره، ولم يعزم الناس إلا في وسط النهار، وليلة عرفة وصبيحتها، وحج الناس بخير ولله الحمد، مع تخلف كثير من الناس، منهم ابناء أبي اليمن وعلي بن الجمال المصري وأهله والمحب المرجاني.

كانت الوقفة يوم الجمعة.

وفي منى رسم الأمير قانصوه البرج على كثير من التجار، وأظنهم الشاميين، وأخذ منهم مالا على [وجه] (٢) السلف، يعني الذي لا يرد، وكذا السيد هزاع فعل ذلك أظنه بمنى ومكة (٣)، وصيح الناس من فعلهما، وما وسعهم إلا إرضاءهما، وشوش بعض العربان وهم بعض بني سعد على أهل الحجاز، فنهبوا كثيرا من القرى، ورجع الحجاج وهم آمنون، ولكن سمعت أن الأمراء وجماعتهم لم يصلوا إلى جميع ما وعدوا به، ولم يظهر منهم شيء، والله أعلم بحقيقة الحال، بل وكذا الأمير قانصوه البرج، فإنه رام جمالا ورواحل وغير ذلك، فلم يصله إلا بعض ما أراد، مع أنه يقال أنه هو الذي جر الأمراء على ذلك، وأرسل لهم كتبا إلى ينبع.

وتوجه الحاج الأول، ومعه الأمير قانصوه البرج، في يوم الإثنين ثاني عشر الشهر.


(١) وردت في الأصول "سبع"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "جهة" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) يريد منهم مالا يرضي الأمراء. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٨.