للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمحمل يوم الثلاثاء ثالث عشر الشهر، واختفى معهم جماعة من بني إبراهيم، ثم حصل الإرجاف بمكة، بوصول السيد بركات، وأقبل في عسكره إلى جهة جدة، وكان وصل إليه الشريف عنقا بن وبير الرتبة بحلي في جمع كثير، من الخيل والرجل، بعد أن صالح العرب وغيرهم، عسكر حلي ابن يعقوب، فلما سمع السيد هزاع بزحفه، طلب من الأمير الباش المساعدة بنفسه وبالترك، فأبي الترك، ثم طلب النجدة من أمير المحمل الشامي، قانصوه أبي قورة فلم يفعل، وسمعت أن مصحفا كان بينهما، وأرسل السيد هزاع للسيد بركات بالألفين بعد أن فات الموعد فأباها، واستمر الإرجاف إلى أن سافر الشاميون في أول يوم الإثنين، تاسع عشر الشهر.

وفي آخر النهار، برز السيد هزاع وعسكره، مظهرا أنه يريد مواجهة السيد [بركات] (١)، وأرسل له عمه إبراهيم يخادعه بالمال، فوصل إليه في صبح يوم الثلاثاء، عشري الشهر.

وسافر في ليلتها، السيد هزاع هو وعسكره، وجميع أهله إلى أبي عروة، فوصلها صبيحتها وأمر بنهبها، وتوجهوا أمام الحاج، ثم إن السيد بركات جاءه المخبر ضحى يوم الثلاثاء، بأن هؤلاء هربوا إلى جهة ينبع، فسود على عمه (٢)، وأمر تجريده الخيل والرواحل، وأخذ في إبراهيم، وأرسل طلائع له فما وجدوا لأولئك/أثرا، وسبقوا الحجاج وأختلط بعضهم به.

وخرج السيد بركات بعد عصر يوم الثلاثاء المذكور، إلى سروعة، وأرسل خيلا لحفظ جدة.


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) الشريف إبراهيم بن بركات بن حسن بن عجلان. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ١٠٩.