للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل مكة، صبح يوم الخميس، ثاني عشري الشهر، ولاقاه في الزاهر الأمراء، ونائب جدة والبسه خلعة عظيمة، والباش والمحتسب والأتراك، والقاضيان الشافعي، وجماعته والمالكي، وجميع العسكر بالسلاح الكامل، وهم في أبهة وهيئة عظيمة.

ودخل السيد بركات المسجد الحرام، من باب السلام، ومعه القضاة والفقهاء والأمراء، [وطافوا] (١) سبعا بالبيت الحرام، ومحمد بن الغنوي ينادي له فوق ظلة زمزم، إلى أن تم [طوافه] (٢)، وصلى خلف المقام ركعتين، وعاد من باب السلام، وركب الكل أمامه إلى أن وصل بيته بالسلامة، وأنشرح الناس كثيرا وطابت أنفس الناس ولله الحمد، [والله] (٣) يديم للمسلمين الأمن ويذهب عنهم جميع المخاوف، ويرخص أسعار المسلمين.

فإنه لما وقع هذا الأمر (٤)، لم يصل شيء من القوت، وغلت الأسعار إلى أن وصلت الغرارة الحنطة لسبعة وثمانية والدخن خمسة (٥)، وكان السعر بعرفة ومنى غال جدا، حتى أن الخبز والرطب كل رطل بمحلق، والجبنة بمحلقين (٦).

وفي ليلة الأربعاء، حادي عشري الشهر، مات شرف الدين العجمي السقا بالمسجد الحرام، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.


(١) وردت في الأصول "وطاف" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "اسبوعه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١١٠ لسياق المعنى.
(٤) الأمر الذي وقع هو التراع بين الشريف بركات وأخيه هزاع.
(٥) العملة السائدة في تلك الفترة هي الأشرفية.
(٦) لعل سبب الغلاء هو الصراع بين الشريف بركات وأخيه هزاع، مما أدى إلى عدم وصول القوت إلى مكة.