للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه ومن المسجد وكنسوا الذي بالمسجد أيضا، وقطعوا الطريق الذي من باب السويقة كلها أو بعضها (١).

وفي ليلة الثلاثاء كان ختم (٢) مقام المالكي، وكان المصلى فيه بن القاضي صلاح الدين ابن صالح المدني وهو يقرأ بالقرآن وحضر الختم إماما المقام الزيني عبد الحق ابن القاضي علي بن أبي اليمن النويري، والشرقي أبو القسم بن أبي عبد الله النويري، ثم جاء القاضي الشافعي ومعه بعض جماعته فجلس أبو البقاء بن العفيف عبد الله بن أبي الفضل بن أبي المكارم بن ظهيرة فوق أبي القاسم بن أبي عبد الله فتشوش


(١) تعد السيول من أخطر المشاكل التي تواجه أحياء مكة عامة، والحرم المكي خاصة وتتكون السيول شرق المدينة المقدسة أثر سقوط الأمطار، ووادي إبراهيم المنحدر من جهة الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي يكون منطقة تجميع لمياه المطر حول المسجد ينجم عنها سيل كبير وأخطار كثيرة. وكان حماية المسجد الحرام والمسعى من أخطار السيول هدفا يسعى المسلمون إلى تحقيقه عبر كافة العصور. أمّا المسعى والحرم يقعان في منتصف الطريق التي يسلكها السيل من المعلا إلى المسفلة، ولذا بنى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب سدا كبيرا من الحجارة والتراب، إثر سيل داهم مكة ويسمى "بسيل أم نهشل" لأنها ماتت فيه، وجرف السيل مقام إبراهيم سنة ١٧ هـ وفي عام ٨٠ هـ كلف الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان مهندسا معماريا بإقامة المنشآت بتحويل الماء عن المسجد الحرام. وحاولوا في كل العصور بناء الدرجات الحجرية في مداخل الأبواب لمنع الماء من الدخول إلى المسجد، كما أن رواق المسجد مرتفع هو الآخر عن الصحن الذي تتوسطه الكعبة، وكانت تتم إجراء تعميقات حول المسجد كل عدة سنوات، كما أمر السلطان مراد الثالث عام ٩٨٣ هـ بتحويل مياه السيول من الجهة الشمالية الغربية إلى الجهة الغربية من المسجد بواسطة قنوات تحت سطح الأرض، كما أمر بتعميق سطح الوادي في المسفلة. انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ١٦٦ - ١٧١. عبد الكريم القطبي: إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام، ص ١٢٨. سنوك: صفحات من تاريخ مكة المكرمة ١/ ٩٣ - ٩٧.
(٢) يقصد بالختم هنا الفراغ من قراءة القرآن الكريم ابتداءا من الفاتحة وانتهاء بآخر سورة.