للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال له: الدين في بطنك، وضربه بالكزلك (١) في بطنه، فلما أحس بالضربة أدخل يده على أن يسل جنبيته، وقال: يا قتلة ياردة، ثم ضربه الثاني بالسيف على وجهه ضربتين، ثم الثالث وخنطل له برجليه فسقط إلى الأرض، وصاروا يطعنونه بالكزالك التي معهم، حتى لم يبق فيه حياة (٢)، ووجد في ثيابه نحو العشرين طعنة، ثم ولى الترك هاربين خوفا، فمات ولم ينتطح فيه عتران (٣) وأما أصحابه فهربوا بعد أن كون المقيد بعض الأتراك كائنة خفيفة.

ودخل الظاهر المرشان، وتوجه إلى بيت مرّة المسلي بالقرارة، فلما رأى على الأمير الباش بذلك أمر بضرب الطبل والزمر حربي، فسمع المماليك، فألبسوا، وركبوا خيولهم إلى بيت الأمير، فأرسل الأمير للشريف حميضة فجاءه فأعتذر منه، بأنه لم يكن له علم بذلك وهو كذلك، وألزمه بلبس خلعة، وحفظ البلاد حتى يكاتب السلطان، وحلفه أن لا يغدر وأركبه فرسا وركب معه هو، والترك إلى المدعى والطبل والزمر أمامه، وعادوا معه إلى بيته وفارقوه، فخلع الخلعة، وتوجه للباش، وطلب منه مماليك يتوجهون للفريق لأخذ زبيد، فأرسل معه جماعة، وتبعهم الطماعة من أهل مكة لنهب الفريق، وسأل الباش عن مالك وكان بمكة، فلما سمع بالحكاية خرج من درب اليمن، ولحقته فرسه وبعض جماعته وقواسة، وتوجه إلى قوز المكاسة على نية التوجه إلى الفريق باليمن، ثم مال من أودان قريش إلى درب جدة، وأخذ قافلة وجدها


(١) يبدو أنها نوع من الأسلحة الخفيفة، ولم يعثر لها على تفسير.
(٢) قتله المماليك المجاورون بمكة حين دخل الحرم، فلما تحقق ذلك سروا الناس لهذا الخبر، وكان الجازاني هذا جاهلا عسوفا سفاكا للدماء، وجرى منه أمور شتى والتف عليه عربان قبيلة بني إبراهيم وحصل منه غاية الضرر. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٦٢.
(٣) وذلك بسبب جبروته وتعسفه بأهالي مكة، واعتبروا ذلك خلاصا منه.