للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالطريق، بل وأحضر الباش ظاهر بن قيماز، وخلع عليه، ثم توجه لحميضة إلى جدة، وأما الشريف جازان فإنه صار ملقي بالمعجنة (١)، وصار النساء والرجال يأتون إليه، ويتشمتون به ويذكر له قبائح ما فعله، وعند الله تجتمع الخصوم، فأمر الباش عبد الله المصري مشيع الطرحى يأخذه ويذهب به إلى بيته، ويسأل أخاه حميضة ما يفعل به، فحمله إلى بيته وشاور أخاه فأمر بدفنه على أخيه مهيزع، فحمله بحاله إلى المعلاة، ودفن على أخيه المذكور ببعض ثيابه بلا غسل ولا صلاة (٢)، ولم يشيعه أحد (٣)، بل حضر دفنه مسعود بن قنيد وأبو القاسم الهيصمي، ويقال إنه كان في حمله إلى بيته، وإلى المدعى رأسه إلى القبلة ففطن لذلك فوضع وأدير (٤)، وأنه وقع وقت قتله مطر كثير، ولما توجه الشريف حميضة بمن معه إلى الفريق صالحهم على النهب يقال بمائتين، ورد المكيين لمكة، فلما وصل الفريق وجد زبيدا توجهوا لجدة أو لبلدهم (٥)، ولم يجدوا بالفريق غير بني حسن، وأرسل جماعة لإحضار الإبل التي أخذها جازان، أبل بركات وهي في المرعى، فظن الرعاة أنهم من عرب الشريف يريدون نهبهم فحاربوهم، وقتلوا منهم واحدا، فعاد يرسل حميضة، وسمع الرعاة بقتل جازان، فهربوا بالإبل إلى


(١) المعجنة: قريبة من باب الكعبة. والمعجنة هذه مكان يعمل فيه ما يستخدم في إصلاح الكعبة والمسجد الحرام. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٦٦.
(٢) إن عدم غسله ولا تكفينه ولا الصلاة عليه إنما كان نكالا به لأنه كان طاغية، وأن الناس فرحوا بقتله.
(٣) عدم تشييع الناس له لأنه لم يغسل ولم يكفن ولم يصل عليه.
(٤) لأن الميت يوجه إلى القبلة ولذلك وجهان: الأول: أن يلقى على ظهره وتكون رجلاه في القبلة. الثاني: أن يضجع على شقه الأيمن مستقبلا بوجهه القبلة. الماوردي: الحاوي الكبير ٣/ ٤.
(٥) بلد زبيد: هي المنطقة الممتدة من خليص إلى رابغ. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ٦٩.