للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محلهم الأول باليمن، ثم توجه الشريف حميضة إلى جدة، وأعطى المماليك المال المصالح به، وأقام بجدة وأمر بكتابة محضر إن جازان نقض العهود، وأراد أن يفعل كفعله الأول، فلما علم المماليك ذلك فعلوا به قبل أن يفعل بهم، ثم انتقل الفريق إلى درب مكة أو البحر بطريق جدة، وأخذ جماعة جازان وجها من حميضة وتوجهوا له.

وفي آخر يوم الخميس، [ثامن] (١) الشهر، وصل إلى مكة الأمير شاهين الجمالي من جدة، وكان توجه إليها لتعشير [الأموال] (٢) التي جاءت من عدن.

وفي آخر ليلة الأحد، رابع الشهر، مات الشيخ عبد السلام الأنصاري الزرندي المدني نزيل مكة فجأة من غير وجع، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن إلى جانب زوجته بتربة بني ظهيرة الذين عند الشولي.

وفي فجر يوم الخميس، ثامن الشهر، مات محمد بن المعلم جوبر البنا المسمى، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.

وفي هذا اليوم بعد صلاة الظهر، عقد مجلس بالمسجد الحرام عند باب/ الحزورة عند المدرسة الجمالية، حضره القضاة الثلاثة، الشافعي، والحنفي، والمالكي، والأمير شاهين، وبعض الفقهاء، بسبب إثبات القاضي المالكي النظر لزوجة القاضي الحنفي على أوقاف والدها على بناته.

وكان القاضي الشافعي جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة أثبت لغير هذه النظر، فما هان ذلك عليها وعلى من هو من جهتها الخواجا محمود ابن الشيخ


(١) وردت في الأصل "مستهل الشهر" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "البلاد"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.