للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم السبت، ثالث عشري الشهر، سمعنا أن المراكب توجهت كلها أو غالبها، وأن بعضها ما عرف خبره.

فلما كان في آخر ليلة الأحد، ثاني تاريخه، وصل العفيف عبد الله ابن عمر الشيبي من اليمن، وكان سافر في المراكب وتوه في عدن، فعاد في جلبة إلى حلى، ثم نزل برا ووصل إلى مكة، وأخبر بأن أربعة دخلوا عدن، وأربعة دخلوا الشجرة (١)، وإثنان من الكنبايتيين ما عرف خبرهما، هل ولجا أو دخلا بعض البنادر، وأن صالحا أخا الحنفي المعزول كان في مركبه وتوجه في جلبة إلى مقدشوه (٢) مع بعض المقادشة (٣).

وفي يوم الإثنين، خامس عشري الشهر، زاد أو جرى ماء عين بازان [فإنه] (٤) كان بها أماكن مسدودة من الكاشور (٥) والتراب، وبعض الفقراء أحزاب


(١) لعل المراد بها الشحر وليس الشجرة لأنه لا يعرف مكان بالشجرة على ساحل البحر العربي أو المحيط الهندي ولكن يوجد الشحر وهو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن وهي بين عدن وعمان. وهي مركز مديرية الشحر في محافظة حضر موت، وميناؤها القديم الذي كان يسمى ميناء اللبان لأنه كان يصدر منه. البغدادي: مراصد الاطلاع ٢/ ٧٨٥. القرماني: أخبار الدول وآثار الأول ٣/ ٣٩٤. بافقيه: تاريخ الشحر وأخبار القرن العاشر ص ٤٦١. يحيى شامي: موسوعة المدن العربية والاسلامية ص ١٣٧.
(٢) مقدشوة: مدينة في أول بلاد الزنج في جنوبي اليمن ومنها يجلب الصندل والأبنوس والعنبر والعاج. وهي اليوم عاصمة الصومال وتقع على ساحل البحر الأحمر الغربي، "وتسمى مقدشيو". ياقوت الحموي: معجم البلدان ٥/ ١٧٣. البغدادي: مراصد الاطلاع ٣/ ١٢٩٧.
(٣) المقادشة: هم أهل مقدشوه، وهم من البربر غير البربر الذين بالمغرب وهؤلاء سود متوسطون بين الحبش والزنوج. ياقوت الحموي: معجم البلدان ٥/ ١٧٣. البغدادي: مراصد الاطلاع ٣/ ١٢٩٧.
(٤) وردت في الأصول "فإن"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) الكاشور: نوع من أنواع الحجارة الصغيرة الذي يعمل على انسداد مجاري المياة.