للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة السبت، تاسع الشهر، ولد الولد المبارك المقرون أن شاء الله بالسعد والتوفيق، أحمد تقي الدين أبو العباس، ثم غير بعبد القادر محي الدين بن صالح بن كاتبه عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي، جعله الله من عباده الصالحين العلماء العاملين، وأبقاه لنا بجاه سيد الأولين والآخرين آمين.

وفي ليلة الأحد، عاشر الشهر، وصل من جدة وأخبر بوصول الأمير المقدم بردبك (١) الذي كان نائب جدة برا من ينبع في ثلاث ركائب، أو أربع وفرس، وسئل عن خبره وعن مصر، فلم يخبر بشيء، وقال: إنه جاء ليسكن في بيت على المسجد، ويقرأ في المصحف، وقيل: أنه جاء بحرا من الطور إلى ينبع، وأن معه عيالا في الجلبة، واستدل الناس على أن مصر غير منتظمة الأحوال، وأنه جاء هاربا أو مستأذنا أو منفيا، وما ظهر من أخباره سنينه، ثم ظهر أن السلطان نادى لكل من كان في جهة الدوادار الغائب يظهر، فظهر هذا وغيره، فتغيظ الدوادار (٢) الحاضر خال السلطان وطلع للسلطان وأظهر غيظا، فأنكر السلطان فأمر الدوادار المماليك [السيفية] (٣)، فأوقعوا بالمذكورين واستجار هذا بأمير أخور حتى سلم من القتل وطلب مكة فأجيب، فوصلها مذعورا بما شاهده من القتل والنهب.


(١) بردبك الأشرفي نائب جدة الخازندار الفقيه، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي وكان أحد الأمراء المقدمين بمصر، وخرج منفيا إلى مكة، ومات بها في شوال سنة ٩٠٣ هـ. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٧٣، ٥٧٦، ٥٧٨، ٥٨٥. جار الله بن عبد العزيز بن فهد: نيل المنى ١/ ٨٥. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٩٢.
(٢) هو قانصوة خمسمائة خال السلطان محمد الناصر أبو السعادات. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٤٣، ٣٩٢، ٣٩٣.
(٣) وردت في الأصول السبعية، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.