للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه ضحى عالي عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، بتربة حاتم، بعد وجع جمعة، ويقال:

إنه إبتدأ فالج، ووصية أعتق فيها عبيدا، وأوصى لهم ولغيرهم بمبلغ، ولجهازه بخمسين، ولم يخلف إلا بنت وأمها زوجة، وهي أمّة لغيره، وجعل الأوصياء بعض مماليك بمكة، وكان ساكنا.

وفي يوم الجمعة، عاشر الشهر، أشيع أنه وصل قصاد من البر إلى ينبع، ثم في البحر إلى جدة، وتوجهوا للشريف بصوب اليمن، وأشيع أن كاتب السر نهب بيته أمير كبير جان بلاط، الذي كان زوجا لأخته، ثم طلقها، وتزوج أم السلطان الناصر، وهرب واختفى، ثم وجد ورسم عليه.

ثم في آخر يوم السبت، حادي عشر الشهر، وصل القصاد من عند الشريف، ومعهم مرسوم للقاضي الشافعي، ومرسوم للمحتسب جندر، وأوراق للناس، فأوصلوا المرسومين، وجاء ابن قنيد إلى المحتسب، وأسمعه كلام، ورسم على بابه بعض جماعته، وجيء بطلبه إلى القاهرة قالوا لأن حسن الظاهري وقف فيه للسلطان، بسبب أنه كان بجدة، وفتح المحتسب [حواصله] (١) بمكة في غيبته، وأنه ضاع له نقد وغيره، فرسم بمجيئه لذلك، ولمحاسبته عن مدرسة السلطان، وفي مرسوم الشريف أن جماعة من الترك كانوا كسروا حبس ابن قنيد، وبعضهم يعبث في السوق، فيرسل بعضهم إلى مصر، وبعضهم يبقى إلى اليمن، وهم خمسة، أو أربعة، أو ثمانية فمسكوا، في ليلة الأحد ثاني عشر الشهر، أربعة من الترك لينفوا من اليمن، ويقال أربعة طلبوا لمصر.

ثم في ثاني يوم، مسك صبيان المحتسب وصبيان الباش، وهم كانوا جاءوا للمحتسب ومنهم [شيعة] (٢) وهم ثمانية، وأرسلوا لجدة، فشفع في غالبهم الشهابي


(١) وردت في الأصول "حاصله"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "شيشة"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.