للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانوا جعلوا له على ردها ثمانين دينارا، ثم صالحوه على أربعين، وعاد لمكة الوالي آخر يومه.

وفي ليلة الخميس، ثامن عشر الشهر، كان دخول عبد الوهاب بن محمد الملقب نصر بن أحمد بن عبد القوي، على قريبته صفية بنت إدريس بن يحي بن أبي الخير بن عبد القوي، بعد أن لعبوا أيضا ليالي، وحصل بينهم شنان ليلة الغمرة فأخروها لثاني ليلة، وعملوا سماطا لطيفا حضره القضاة وبعض الفقهاء.

وفي ليلة الجمعة، تاسع عشر الشهر، وصلت زعيمة من ينبع، ووصل منها أوراق من ناظر جدة علي القباني، وفيها أنه وصل قصاد من مصر من القلعة قاصدين مكة، وأن نائب الشام قصروه، عاصي وخرجت له تجريدة فيها، خمسة أو عشرة مقدمين، مقدمهم الدوادار الكبير طومان باي، وأن قاضي القضاة زكريا عزل، وتولى محي الدين عبد القادر بن النقيب، وأخذ منه سبعة آلاف دينار، وأن السلطان غضب على القاضي كاتب السر وأودعه العرقانة، ثم خرج وهو مرسم عليه (١) بالقلعة، وزاده ما تبين كذبه، إنه ضرب مقترح، وإنه طلب منه ثلاثمائة ألف، وأنه أرسل لأخذ ماله بالظهر، وأخذ ورسم على زين الدين، ثم تبين كذب ذلك.

ثم في ليلة الأحد، ثاني عشري الشهر، جاء الخبر أنه وصلت جلبة لجدة وفيها القصاد، ثم وصل القصاد وأخبروا بما كان، ثم أرسلوا للسيد بركات باليمن بحلي، ويقال إنهم جاءوا بطلب مال من الشريف والقاضي والله أعلم، وأنهم واجهوا جنيدي [بالطور] (٢)، وأنه أخذت راحلته وسلمت الأوراق التي معه.


(١) رسم عليه السلطان جانبلاط، وسبب ذلك أن السلطان لما صادر الناس ندب القاضي بدر الدين بن مزهر إلى ذلك، فاظهر من العسف والظلم والتشويش على الناس ما يطول شرحه. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٥١.
(٢) وردت في الأصول "الطهور" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى، وهذا مرجح والذي حدث -