للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الخميس، سادس عشر الشهر، جيء إلى مكة بالجمال ابن الريس، وقد مات بجدة، وحمل ودفن بالمعلاة في هذا اليوم، وجعل وصيه القاضي الشافعي، وخلف نقدا ألفا وخمسمائة دينار، وله بنت معه وأختان بمصر.

وفي أول يوم الجمعة، سابع عشر الشهر، مات المؤدب أحمد بن قايد بن سباع، وصلي [عليه] (١) بعد صلاة الجمعة عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة وشيعه خلق كثير منهم القاضي الشافعي إلى باب السلام راكبا إلى المعلاة وكان يؤدب الأطفال وينوب مع الفراشين، وعمره نحو الثمانين.

وفي يوم السبت، ثامن عشر الشهر، جاءت ورقة من جدة، وفيها إنه وصل شخص من ينبع، وأخبر بوصول أحمد بن نصر قاصد الشريف إليها أو إلى قربها.

وفي ثاني هذا اليوم، ماتت الضريرة أم الحسن بنت القاضي أبي الفضل محمد المرجاني، وصلي عليها بعد العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها، وشيعها القاضيان الشافعي، ومعه بعض جماعته، والحنفي وغيرهم.

وفي آخر هذا اليوم، يوم الأحد، وصل القايد أحمد بن نصر إلى مكة في ركاب، ومعه جماعة برا من ينبع، وبحرا إليها، وله أربعون يوما، ومن الأخبار أن القاضي كاتب السر البدري بن مزهر، عزل القاضي الصلاحي بن الجيعان، واستناب ابن أخيه أحمد بن بركات، وأن البدري بالعرقانة (٢) وفي الترسيم بالقلعة (٣)، وضرب مرارا، ونزل به وهو في الحديد إلى بيته، وأمرهم بحفر غير موضع به،


(١) وردت في الأصول "عليها" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) العرقانة: قاعة اتخذت سجنا بالقلعة.
(٣) القاضي كاتب السر البدري بن مزهر عزل، وخلع السلطان على صلاح الدين بن يحيى بن شاكر بن الجيعان وقرره في كتابة السر، عوضا عن بدر الدين بن -