للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الجمعة، أو ليلة السبت، ثامن عشري الشهر، توجه السيد بركات وكثير من جماعته إلى أهله باليمن.

وفي هذا الشهر والذي بعده، مسك الأمير طرباي جماعة من التجار وغيرهم، وأخذ منهم أموالا منهم محمد بن فطيس كبير القبانيين بجدة، مسكه وضربه ضربا مبرحا إلى أن أذعن لتسليم ألفي دينار للسلطان، ومائتين له وخمسين لشاهين الذي في خدمته كذا، يقال والله أعلم به، ومنهم الخواجا أحمد بن قشتي بعد أن أهدى له هدية بأكثر من مائة دينار، وأعطاه شيئا في مقابله، وترك القماش المرمي عليه يهدده، ورسم عليه عنده حتى أخذ منهم معجلا ألفا للسلطان ومائة له وخمسة وستين لشاهين، وحمل الخواجا يوسف الوري وهو وجعان [مدنف] (١) إليه فوق سرير ووضعه في الشمس، وأخذ من بيته شاشات وبيارم، يقال: بنحو أربعمائة، ثم عملت مصلحته بألف وخمسمائة دينار، ومسك الخواجا شمس الدين الحلبي ورسم عليه عنده ليلا حتى أشهد عليه، وأثبت عند القاضي المالكي أن في ذمته للذخيرة الشريفة ألف دينار، ثم إنه دخل على الشيخ أحمد (٢) الشاطري فالتزم له أنه لا يسلمها، وكتب له خطه بذلك، ولما جاء خبر عزل السلطان ألزم الأمير قانصوه البرج طرباي الورقة الذي مثبوته على الحليبي وغير ذلك مما سيشيع.


(١) وردت في الأصل "دنف" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) الشاطري: بفتح الشين المعجمة وكسر الطاء المهملة وفي آخرها راء. هذه النسبة إلى الشاطر وهو اسم الجد. السمعاني: الأنساب ٣/ ٤٠٠. ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ٢/ ٥.