للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن الشريف جازان، في صبيحة يوم السبت، ثامن عشري الشهر، توجه وتبعه جماعة لأجل هؤلاء الأعراب، ولم يجدوهم، وتوجه هو وبعض العسكر إلى منى، فنهب جميع ما في منى، وقطع جميع زرعهم من الدباء (١) وغيره، وعاد بعض العسكر، ثم أرسل الشريف لعسكره يأتوا به من منى، بقصد التوجه إلى البوقيري، فتوجه إلى عرفات فوجد في الطريق بعض الأعراب، فأخبروه بأن البوقيري في جمع كثير، ووجد آل عرام من القرشيين فنهبوهم، فجاءوا إليه وقالوا له ما فعلنا، فرد عليهم ما أخذه منهم أو غالبه وأضافوه، وعاد هو وجميع العسكر إلى مكة بعد المغرب، وقبيله وكان في يوم الجمعة.

[وفي يوم الجمعة] (٢)، توجه بنفسه في جمع إلى الأمير الكبير تنبك الجمالي، وسأله كم حجة حج، فأخبره أنه حج أربعة مرات، فقال نحن ما نأخذ منك من مالك شيئا، إنما أطلب منك ما أعطاكيه والدي، وهو في كل حجة عشرون ألف دينار، والجملة في الأربع سنين ثمانون ألف دينار، وما خرج عنه الشريف إلا بعد التصالح، واستمر الترسيم على الأمير وعلى خازنداره ودويداره، وأوصلوهم في الإعطاء إلى ألف وخمسمائة، وأن المتحصل معهم من المال ثمانمائة دينار، ويبيعوا لهم بالباقي دقيق،


= اتصال بالشريف بركات، ثم بدأت تشن الغارات على مكة في شهر جمادى الثاني، وقدم بركات بنفسه إلى ضواحي مكة ونزل عرفه، ولكنه عوق من دخولها، وهزم في معركة دارت بينه وبين أخيه جازان بمنى. ريتشارد مورتيل: الأحوال السياسية والاقتصادية بمكة في العصر المملوكي، ص ١٦٦.
(١) الدباء: نوع من أنواع الخضار يشبه الكوسا ولكنه أكبر منها حجما.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.