للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الأحد، ثالث الشهر، ماتت كمالية بنت محمد بن أبي عبد الله النويري المكي، وصلي عليها ضحى عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها.

وفي يوم الإثنين، حادي عشر الشهر، اجتمع الشريف جازان وأخوه حميضة وعياف بن [محمد بن] علي بن حسن بن عجلان وجماعة من بني إبراهيم منهم ظافر وابن عم يحي بن سبع، عند القاصد جلال الدين بسكنه بالجمالية عند باب حزورة، وتفاوضوا في الكلام وفيما يقال من نهب الناس أيضا مرة ثانية، فاتفقوا على الحلف على أن هذا لا يكون، وجاءوا بجمعهم إلى خلف المقام الإبراهيمي، بعد أن طاف الشريف جازان، والقاصد، وحلفوا على ذلك، وأن الناس في وجههم من النهب، وأعطى الشريف وجهه عن خاله مالك، وانفضوا عن ذلك (١).

وفي ليلة هذا اليوم مات يوسف أبو حمر المغربي المجروح جراحات فاحشة بسبب هذا الحرب، ولكنه لما فارق المعركة ووصل المسعى وأراد دخول المسجد الحرام، اجتمع عليه جماعة وضربوه بالسلاح إلى أن أثخنوه، ثم أجار عليه شخص منهم وحمله إلى بيت نفسه، ثم جيء به إلى بيته آخر النهار وقد أخذ جميع ما فيه كغيره، واستمر إلى أن مات بعد أن أوصى لمغربيين في اليوم الذي قبله، وأن له صبيا وليس معه إلا سبعة أشرفية وبعض أسياف نصلات (٢) عافها الناهبون، وصلي عليه قريب الظهر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، فأخذت الدولة الأسياف واعتقلوا المغربيين، بل وأخذوا الجارية، وولدها، وهو ابن أقل من عشرة أيام، وبيتها، وتركوا المغربيين بعد، والجارية، وولدها يوم هربهم.


(١) يبدو أن الشريف جازان أراد بهذا العمل أن يخفف استياء الناس من حكمه.
(٢) نصلات: أي خرجت من نصابها، والنصل: حديدة الرمح والسهم والسكين. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٩٢٧.