للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخواجا شمس الدين القاري وأعطاه الباش هدية السلطان قانصوه، وهو فيما يقال:

تفصيلتان وبعلبكيات كل واحد تسوى عشرين دينارا وفصلتا جوخ ووهيبتان وأظن غير ذلك وخلعة ثوب صوف فلم يلبسها، وقال لهم حتى أعود لكم بعد العيد (١)، وما أظنه [استقلالا بها] (٢)، وكان أخوه السيد قايتباي توجه من مكة إلى خارجها بناحية اليمن من قبل ذلك بأيام، وكان معهم في الاجتماع به، وعاد السيد بركات لجماعته والسيد قايتباي كذلك، بل يقال: أنهما جميعا وكان الخواجا شمس الدين القاري أصرف على العمال لإصلاح عين حنين (٣) فاشتغلوا فما كان بأسرع من أن جاءت العين لعلة في نحو جمعة، ودخلت مكة وملأت إحدى البركتين وأستمرت إلى بازان (٤) الأولى، ثم بعدها إلى بركة ماجن، ثم أن الأميرين يقال أنهما تأثرا الذي كان ذلك على يدهما وأمر


(١) انظر: هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٧٥.
(٢) وردت العبارة في الأصل "إلا استقلالها" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) عين حنين: تعرف أيضا بعين بازان، وعين زبيدة، أجرتها أم جعفر زبيدة زوج هارون الرشيد، وهي تنبع من وادي نعمان، ثم تمر في عرفات فتقطع وادي عرنه إلى الخطم ثم تنحدر إلى منى فمكة. وظلت إلى عهد قريب سقيا أهل مكة إلى أن أجريت عيون أخرى في العهد الحديث، عمرت أكثر من مرة ولها اليوم إدارة خاصة تسمى: "إدارة عين زبيدة والعزيزية". انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٣١. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ٥٢، ١٧١. أمنه حسين جلال: طرق الحج ومرافقه في الحجاز في العصر المملوكي - رسالة دكتوراه غير منشورة - ص ٣١٥ وما بعدها.
(٤) عين بازان هذه عمرت مرات كثيرة من قبل جماعة من الخلفاء والملوك والأعيان منهم:
أ - المستنصر العباسي في سنة ٦٢٥ هـ/ ١٢٢٧ م و ٦٣٤ هـ/ ١٢٣٦ م.
ب - الأمير جوبان نائب السلطنة بالعراقين عن السلطان أبي سعيد بن خرنبدا ملك التتر سنة ٧٢٦ هـ. ومن الملوك:
أ - السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ - صاحب الديار المصرية والشامية - سنة ٨٢١ هـ.
ب - ثم قل جريان الماء في العين فوفق الله تعالى القائد علاء الدين لعمارتها ثانيا، فجرت جريا حسنا سنة ٨٢٢ هـ. انظر: الفاسي: شفاء الغرام ٢/ ٦١٥ - ٦١٨. الزهور المقتطفة، ص ١٣٠. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٤٤، ٥٢، ١٨١، ٥٦٠.