للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أول يوم الخميس وآخر ليلتها تاسع الشهر ماتت أم سيدي محمد بن النجمي وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة بشعب النور أمام تربة الشيخ حاتم المغربي.

وفي آخر ليلة الجمعة وأول يومها في التخفيف (١) مات الشرفي أبو القاسم بن القاضي محب الدين أحمد بن قاضي القضاة عز الدين محمد بن قاضي القضاة كمال الدين أبي الفضل محمد بن أحمد النويري [ببستان] (٢) البوني (٣) فإنه لما طال مرضه طلب [البستان] (٤) فحمل إليه وذلك أول الشهر أو قبله وجهز به وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة [قريبته ووارثته] (٥) [ست] (٦) الجميع ابنة الخطيب محب الدين أبي القاسم بن أبي الفضل بن محب الدين النويري، ودفن بالمعلاة على والده عند الفضيل بن عياض، والشيخ عبد الله بن أسعد ونفعنا ببركتهما أمين (٧)، ولم يخلف غير ابنة كما ذكرنا [فورثته] (٨) مع صاحبه الخطيب محب الدين النويري عفا الله عنهما وإيانا وجميع المسلمين.


(١) يقصد بالتخفيف مبتدأ النهار "مطلع الشمس".
(٢) وردت الكلمة في الأصل "بلبان" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) البوني: وهي أسرة من الأسر المجاورة الذين استوطنوا مكة بعد أن أنحدروا من بونه وهي مدينة بأفريقية بين مرسى الخرز وجزيرة بني مزغناي، ولقد أنشأ جدهم هذا البستان الذي نسب إليه وتعهده أبناءه بالعناية والرعاية من بعده، حتى أن أحمد بن أحمد البوني أنشأ بئرا عرفت بالسلمية. انظر: ياقوت: معجم البلدان ١/ ٥١٢. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ١٥٣.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "البعتال" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) وردت العبارة في الأصل "قريبة ووارثه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٦) ما بين حاصرتين سقطت من الأصل ولا يتم المعنى إلا بها، بينما هي مثبتة في نسخة (ب).
(٧) انتشر التصوف في العصر المملوكي، وخاصة في مكة المكرمة وتبع ذلك ظهور البدع، ومنها التبرك بالقبور وأصحابها وإتخاذهم شفعاء عند الله، وهذا وهم باطل وليس له أصل في الدين. انظر: محمد بن عبد الوهاب: كشف الشبهات في التوحيد، ص ٨.
(٨) وردت الكلمة في الأصل "فوريثه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.