للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليوم بالمعلاة على بنتها مريم بقبر جدنا القاضي جمال الدين بن فهد وهو القبر الذي بطرف تربتنا مما يلي الحجون.

وفي ليلة الخميس ثامن عشري الشهر ماتت الحرة (١) بنت أبى بكر (٢) بن أبى السعود بن ظهيرة القرشي، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة عند أمها بتربة الحرازيين.

وفي يوم السبت سلخ الشهر ماتت الأمة (٣) الحبشية مستولدة الشيخ الصنعاني وأم ولده محمد وأخواته، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت من يومها بالمعلاة عند سيدها بالقرب من السور.

وفى آخر هذا اليوم، ماتت أم راجح ستيت (٤) بنت القاضي نور الدين علي بن أبي البركات [بن أبي السعود] (٥) بن ظهيرة، - وكانت كثيرة الصلاة والطواف -


(١) والحرة من ألقاب النساء، ومعناه في اللغة ضد الأمة وكذلك الكريمة. الباشا: الألقاب الإسلامية، ص ٢٥٨.
(٢) هو: أبو بكر الفخر بن الجمال أبي السعود محمد بن الكمال أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي، ولد في سنة ٨٥١ هـ بمكة وحفظ القرآن وصلى به التراويح مات في رجب سنة ٨٨٥ هـ. النجم ابن فهد: الدر الكمين ورقة ١٨٤، إتحاف الورى ٤/ ٦٦٢، السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٩١ ترجمة رقم ٢٣٩.
(٣) الأمة: وهي أنثى الرقيق، والأمة ضد الحرة، والجمع إماء وآم وإموان. وكان الإماء يمثلن طبقة مهمة في المجتمع، وكن غالبا على قسط وافر من الجمال والثقافة، وكان النخاسون أو تجار الرقيق يعنون بتجميل الإماء وتثقيفهن وتعليمهن فنونا مختلفة حتى ترتفع أتمانهن وهو نظام عرف في الإسلام. وقد تتزوج الأمة من حر أو عبد غير أن الأولاد الذين تنجبهم يكونون عبيدا لسيدها. ويستطيع الزوج العبد أن يطلق زوجته الأمة ويصبح طلاقها بلا رجعة بعد الطلقة الثانية وعدة الأمة سواء أكانت أرملة أو مطلقة أو حاملا هي نصف عدة الحرة، وإذا أنجبت الأمة من سيدها صارت أم ولد. الباشا: الفنون الإسلامية ١/ ١١٤ - ١١٥