للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا اليوم وصل إلى الوادي القاضي الشافعي من جدة ومعه جماعته وأضافه الشريف ثاني يوم.

وفي ليلة الجمعة وصل إلى مكة إبراهيم البصري من بجيلة على الطائف وادعى أنه نهب وأخذ منه مال ابن الملاح الذي وضعه في قد (١) عسل فأخذ وليس المال في ذمتي [وإنما] (٢) هو أمانة فجاءه في أثناء اليوم بعض الدولة فطلبوا منه بعض ما عنده فقال لهم أروح معكم للشريف فتوجه بعضهم معه آخر النهار بعد أن توجه للقاضي الحنفي، وقال أنا محتاج ومال ابن الملاح إنما هو عندي أمانة وليس هو في ذمتي ونهب في قد عسل ولم يبق منه إلا تسعين أشرفيا وعبدين ببجيلة أيضا لم يباع.

وفي يوم الجمعة أيضا غرق أخوه ببركة الماجن هندي ولم يظهر فترك لآجل امساء الليل، وفي ثاني يوم ظهر رأسه فأخرج وجهز ثم صلى عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وما/علمت متى أخرج.

وفي ليلة السبت ثانيه سابع عشر الشهر توجه جملان إلى الوادي وعلى أحدهما شجار وما أعرف من فيه من النساء وأظنه من جهة الشريف رميثة بن محمد بن بركات فإنه قتل عبد مولد كان معه للسيد رميثة بن محمد، والمحمل الآخر عليه خيط وقومهم عتيبة أيضا، وفي صبيحتها فزع القوم من مكة وتوجهوا على أثرهم والله يظفرهم بهم ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فعادوا بالعبد المقتول ودفن بالشبيكة فتأثر سيده لذلك وأرسل لحنين (٣) الأودية فما وجد أحد منهم ثم توجه لمكة فوجد بالطريق في بعض


(١) يقصد بالقد هنا الإناء المصنوع من الجلد. انظر: محمد بن مكرم الأنصاري (ابن منظور): لسان العرب ١١/ ٥٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "ونما" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) حنين هو واد قبل الطائف، وقيل: واد بجنب ذي المجاز، جاء ذكره في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ﴾ ويعرف اليوم بالشرائع، وهو على طريق مكة من نخلة