للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثاني يوم وصلت ورقة لقاضي المالكية النجمي بن يعقوب من البدري حسن الصابوني، وفيها أن جلبة وصلت من ينبع وأخبر أهلها أنهم فارقوا الأمير خير بك ثم شي رابغ.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشر الشهر جاء المتقدم من شيخ الحرم النبوي قانصوة القيم وأخبر أنه فارقه من قديد وهو واصل لمكة لأجل الصدقة التي وصلت من الهند بكنباية لأهل المدينة، وقالوا أنه كتب له أنها لأهل المدينة، وأن أهل مكة يريدون يقتاتون فيها، والذي سمعناه أنها لأهل المدينة والذي لأهل مكة وهو مائة قطعة لصاحب [مكة] (١) [و] (٢) مثلها لنائب جدة، وللقاضي الشافعي بمكة ستة وسبعون قطعة، وللقاضيين الحنفي والمالكي كل واحد خمسة وستون قطعة، وللقاضي الحنبلي ستة وثلاثون قطعة (٣).

وفي يوم الأربعاء سمعت ولم أتحقق ذلك أن الأمير خير بك وصل لجدة والله أعلم ثم جاء الخبر أن شيخ الحرم النبوي وصل لجدة يوم الثلاثاء، وكذا الأمير خير بك لكن لم ينزل ويريد ثاني يوم يدخل بعرضة ثم بدأ له ونزل لجدة ليلا ليلة الأربعاء، ويقال: أنه لم يصل لمكة إلا بعد عشرة أيام أو إلى أول شهر القعدة فإنه ولي الحسبة


(١) تكررت العبارة في الأصل.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٣) أن الصدقة الهندية (اللاك) كانت تأتي مصحوبة بتعاليم من مرسلها أنها لأهل المدينة أو مكة، وطريقة التوزيع، والمبالغ التي يأخذها النواب والقضاة والعلماء، ويشير المصنف إلى بعض أدوار هذه الصدقة وأنها كانت مرسلة إلى المدينة خاصة، وأن أهل مكة رغبوا بالانتفاع ببعضها للأحوال المعيشية الصعبة التي يمرون بها، وتعتبر جميع هذه الصدقات المالية مصدرا ماليا هاما من مصادر الدخل لإمارة مكة المكرمة والمدينة المنورة ويرجع ذلك إلى مكانتهما الدينية، حيث يتقرب المسلمون بهذه الصدقات إلى الله. انظر: ليلى أمين عبد المجيد: التنظيمات الإدارية والمالية في مكة المكرمة في العصر المملوكي - رسالة دكتوراة غير منشورة - ص ٤١٠ - ٤١٨.