للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما فرغ الشغل من أعلى العين عمل ثلاث برك بجانب جرف العين تكون كالمصفا للعين، وكتب في حجر نقرا أنهم عمروا العين وجعل ذلك وعاد الأمير والفعله (١) إلى العلمين (٢) وأرسل بعض البناة والعمال يشتغلون في الميضأة، وترك الباقين يشتغلون في العين وهم يوعدون أن العين بخير والله يحقق ذلك للمسلمين.

وفي ليلة الأربعاء عشري الشهر دخل عبد الغني بن المرشدي، على أم الهدى بنت زايد أم محمد الفلهاتي الشاهد، أخت البرهان السمرقندي الذي يقول الزوج أنه ما تزوج إلا هو بعد أن عملوا سفرة ولم يحضرها إلا الشافعي وبعض جماعة الأول، ولعب النسوان أيضا وذلك في بيت الحجي بالشبيكة.

وفي آخر ليلة الجمعة ثاني عشري الشهر ماتت بنت شميس واسم أبيها خليفة والدة المعلم محمود الباني، ومحمد بن إبراهيم بن غانم العطار، وصلى عليها طلوع الشمس عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة خلف تربة البوني.

وفي ليلة الأربعاء سابع عشري الشهر عدت جارية دون البلوغ لشمس الدين محمد بن علم الدين حفيد الزين عمر بن الوردي الحلبي عليه وعلى أمه وضربته ضربات بسكين وكذا أمه ثم رمته بحجر وهربت إلى المعلاة، فقطب لسيدها [جراحه] (٣) فانفتح ومات آخر يوم الخميس ثانيه، وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وماتت أمه ليلة السبت مستهل الشهر، وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة، وسبب فعلها لذلك أنها طلبت البيع ثم هربت فوجدت ثم


(١) الفعله: يقصد بهم العمال.
(٢) يقصد بالعلمين هنا: أعلام الحل وهي أنصاب مبنية في جميع جوانب الحرم تبين حدوده في جهاته الستة. انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ١٢١ - ١٣٠. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٤ - ٦٠. باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص ٣٠٧ - ٣١٢.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "خراجه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.