للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الخميس حادي عشري الشهر مات قاضي القضاة نور الدين علي بن أبي الليث بن أبي حامد بن الضياء القرشي المكي الحنفي، وصلى عليه قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة بعد العصر عند باب الكعبة بعد أن ناد الرئيس الفخر أبو بكر على ظلة زمزم بالصلاة على العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر [البحر] (١) الفهامة، قاضي القضاة شيخ الإسلام بقية السلف الكرام الأعلام أحد الأركان المشيدة الثوابت وارث علوم الإمام أبي حنيفة (٢) النعمان بن ثابت نور الدين أبي الحسن علي بن الضياء الحنفي العمري العدوي ، ودفن بالمعلاة عند أبيه وجده، وشيعه خلق لا يحصون عدة حتى كان مشهده من المشاهد المعدودة، وأسف الناس عليه كثيرا حتى بكى عليه العوام، [تغمده] (٣) الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته أمين، وعملت له ربعة بالمسجد والمعلاة صباحا ومساء إلى يوم الختم يوم الأحد، وخلف من الأولاد ذكرين وثلاث بنات وزوجتين وأمه، عوضه الله خيرا وعوضهم خيرا، وأنشد يوم الختم عند قبره الشيخ حسن بن صالح الأولى ثم الشرمني الحلبي قصيدة من نظمه هي:


= الثقات ٤/ ١٢١. ابن الغزي: ديوان الإسلام ٢/ ١٢١. البغدادي: هدية العارفين ١/ ٢٦٥. الزركلي: الأعلام ٢/ ٢٢٦.
(١) وردت الكلمة في الأصل "الجر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) هو: الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، مولى بن تيم الله بن ثعلبة، ولد سنة ثمانين، كان من الأذكياء جمع الفقه والعبادة والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الدولة، بل ينفق ويؤثر من كسبه، له دار كبيرة لعمل الخز، توفي سنة ١٥٠ هـ/ ٧٦٧ هـ وكانت وفاته ببغداد. انظر: ابن الأثير: الكامل ٥/ ٥٨٥. الذهبي: سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٩٠. ابن العماد: شذرات الذهب، ٢/ ٢٢٩. ابن الغزي: ديوان الإسلام ٢/ ١٥١. القنوجي: التاج المكلل، ص ١٣٠.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "تغمد" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.