للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سابعا: بعض البدو الذين يقصدون مكة للتجارة وغيرها.

هذه هي الفئات التي كانت تشكل المجتمع في مكة المكرمة التي انصهر غالبها مع بعضه البعض وأصبح مجتمعا واحدا. وقد وصفهم ابن بطوطة في رحلته حين زار مكة في سنة ٧٢٦ هـ فقال: "وأهل مكة لهم ظرف ونظافة في الملابس، وأكثر لباسهم البياض، فترى ثيابهم ابدا ناصعة ساطعة" (١). كما قال: "ويستعملون الطيب كثيرا ويكتحلون، ويكثرون السواك بعيدان الأراك الأخضر" (٢).

كما وصف ابن بطوطة أخلاقهم وأفعالهم بقوله: "ولأهل مكة الأفعال الجميلة والمكارم التامة، والأخلاق الحسنة، والإيثار إلى الضعفاء والمنقطعين وحسن الجوار والغرباء. ومن مكارهم متى صنع أحدهم وليمة يبدأ فيها بالطعام للفقراء المنقطعين المجاورين … " (٣).

كما كان لأهل مكة عادات في بعض المناسبات منها: ما كان يقوم به أهل مكة عند عقد النكاح حيث تعمل زفات العرس من وإلى بيت الزوج والزوجة، كما كان يعمل مجلس أو متكأ أمام البيت للجلوس فيه أو اللعب وقد يمد لهم أكثر من سماط من الطعام. كذلك تعمل زفة عند طهور أحد أولاد الأشراف أو رجالات مكة. كما أنهم يمارسون عادة النداء على قبة زمزم للشريف عند طوافه بالبيت العتيق. أو عند موت أحدهم أو أحد كبار رجال مكة من العلماء وغيرهم. ولهم بعض العادات الخاصة فيما يتعلق بطلوع الجبل لأجل تحري رؤية الهلال. وفي شهر ذي القعدة يقومون بتشمير


(١) ابن بطوطة: تحفة النظار، ص ١٦٨.
(٢) ابن بطوطة: تحفة النظار، ص ١٦٨ - ١٦٩.
(٣) ابن بطوطة: تحفة النظار، ص ١٦٨.