للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الخميس ثامن الشهر عقد النوري علي البيسقي شيخ الفراشين بالمسجد الحرام، على بنت الخواجا الزيني عبد الرزاق الشهير بالعبياتي بسكنهم ببيت أم العروس بنت الخواجا نور الدين علي بن راحات عند زاوية الجنيد، والعاقد قاضي القضاة الشافعي، وحضر القضاة والفقهاء والتجار وغيرهم، وأسقوا الناس السكر المذاب وبخر بالبرمكية ورش على الناس الماء ورد ولعبوا بعد ذلك في تلك الليلة وغيرها، وعمل سماط حسن في ليلة الثلاثاء سادس الشهر ودعوا الناس، أيضا لذلك، وكان الدخول في ليلة الأربعاء ثامن الشهر، وفي صبيحتها وبعده هنأه الناس، وقدم لهم المعمول والحلوى السكرية.

وفي ليلة الاثنين رابع عشر الشهر ماتت بنت الشيخ إبراهيم بن العراقي المكي وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة، ودفنت عند سلفها بالمعلاة.

وفي عصر يوم الأربعاء/خامس عشر الشهر ماتت بنت ابن الزمن، زوجة [الخواجا] (١) نجم الدين عبد الكريم، أخى الشمس بن الزمن وأم بنتيه وولده محمد، واحدا البنتين توفيت وكانت زوجة محمد بن عيسى القاري وأم ولديه عبد القادر وأحمد، وصلى عليها بين العصر والمغرب عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربة ابن الزمن الشمس عند الغروب أو قريبه. وفي عشاء ليلة الخميس سادس عشر الشهر مات المعلم علي بن الهندي الخياط الشهير بابن حبيبة إسم أمه، وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة أمام تربة الخواجا عبد العجمي، وخلف صبيا وبنتا أو أكثر وإيانا، ونعم المعلم في صنعته وبشاشته وموافاته، ولحقه أخوه


= قال ابن إياس: "فعد ذلك غريبا وخصوصا من سلطان تركى". نظر: ابن إياس: بدائع الزهور، ٤/ ٢٩٨ وما بعدها. ابن الحمصي: حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران ٢/ ٢٤٥.
(١) وردت الكلمة في الأصل "خواجا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.