للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمعلاة عند سلفه وإيانا، وخلف ولده عبد الله. وفي ليلة الخميس سادس عشر الشهر ماتت صفية بنت القاضي الزيني عبد الباسط بن محمد بن نجم الدين بن ظهيرة، أخت الفضل، وزوجة الخواجا أبي بكر بن رقيق الشامي، وصلى عليها قريبها القاضي الشافعي بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند والديها وسلفها بالتربة المستجدة، وخلفت أخا وأختا وزوجا، ويقال: أنها أشهدت أنها لا تملك شيئا، وأن كل ما معها لزوجها وأوصت بشيء لأخويها.

وفي ظهر يوم الاثنين عشري الشهر وصل لمكة من جدة القاضي زين الدين ناظر جدة، ومعه دويدار الأمير حسين وبعض أتراك لأجل كشف مسجد نمرة وعمارته، فتوجهوا لعرفة في ليلة الثلاثاء فكشفوا على ذلك وعادوا في يومها فأخذوا بناة ثمانية وعمالا نحو أربعين وعادوا لعرفة فبنوا ما تهدم من مسجد نمرة وهو الركن الغربي، وبعض كباش (١) جدار المسجد في يومين وعادوا في ليلة الجمعة رابع عشري الشهر وبقي عليهم عمل يومين، فإن الأحجار والحشو فرغوا وكان بناءهم بالمدر.

وفي صبيحة يوم الجمعة دخل المسجد قاضي القضاة الشافعي والقاضي زين الدين الدويدار وبعض التجار وأهل منى وغيرهم وقاولوا على الأكوام كلها وهي أربعة وأربعون كوما صغارا وكبارا بثلثمائة دينار وثلاثة وعشرين دينار وزعت على التجار على الخواجا قاسم شاه بندر جدة وجماعته، وعلى القارئين ومن يلوذ بهم مائة، وعلى جماعة آخرين مائة، وشرعوا في حمل ذلك يوم السبت خامس عشري الشهر (٢).


(١) كباش: يستخدم هذا اللفظ في العمارة المملوكية، ويقصد بها كوابيل من الحجر أو الخشب مثبتة في الحائط، وتستخدم لحمل رواشن، وأحيانا لحمل ألواح الرخام أمام الأسبلة. انظر: محمد أمين: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٩٣.
(٢) كان المسجد الحرام تعرض لبعض كوارث الطبيعة من أمطار ورمال وغيرها، وكان الجميع يتكاتفون في إعادة الأمور إلى نصابها بداية من كبار الحكام إلى جموع الناس حيث يقوم الجميع -