للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلت من ينبع إلى جدة. وأخبر من بها أن الخواجا شمس الدين ابن الزمن وصل إلى الينبع ومعه القاصد ومعه خلعته، وتوجه إلى المدينة الشريفة مشرفا ومتكلما على عمارة المسجد الشريف النبوي (١).

وفي ليلة الخميس ثامن عشر الشهر ماتت أم الحسين بنت محمد الصغير بن علي الفاكهي، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت من يومها بالمعلاة بتربة بيت المرشدي التي أمام تربة الخواجا الطاهر.

وفي يوم الخميس المذكور وصل (٢) إلى مكة قاصد الشريف عنقاء [بن وبير] (٣) النموي، ووصل معه زبيري (٤) بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور الحسيني


= التي عرفت قبل القرن السابع عشر الميلادي، ولعله كان يعرف باسم آخر. شهاب: المراكب العربية، ص ١١٩.
(١) ووصل ابن الزمن لعمارة المسجد النبوي بعد أن أصابتة الصاعقة في السنة الماضية. وكان خروجه بأمر السلطان وأرسل معه البنائين والنجارين والمرخمين وغير ذلك وأمر بهدم القبة الشريفة وإعادتها وتغيير المقصورة بغيرها من الحديد المخرم إذ كانت من الخشب وتغيير المنابر والمآذن التي كانت بالحرم الشريف. وشرع في البناء حتى انتهى منه في أواخر سنة ٨٨٧ هـ. فجاء في غاية الحسن والجمال. السمهودي: وفاء الوفاء ٢/ ٦٣٩ - ٦٤٤ وفيه تفصيل لتلك العمارة، العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٣٨، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٨٨ - ١٨٩.
(٢) وردت في الأصل "وصلى"، والمثبت عن (ب) والعز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٣٧.
(٣) ساقطه في الأصول والمثبت ما بين حاصرتين عن. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٣٧.
(٤) هو: زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور الحسيني أمير المدينة، وليها في رمضان سنة ٨٥٤ هـ بعد ابن عمه ميان بن مانع، وأقام بها واليا إلى سنة ٨٦٥ هـ وانفصل بزهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور، ثم استقر به الشريف محمد بن بركات المفوض إليه أمر الحجاز بأسره في النيابة في جمادى الأولى سنة ٨٨٧ هـ بعد فصل قسيطل بن زهير بن سليمان بن هبة، وخطب باسمهما وحضر عند الشمس السخاوي بعض المجالس، واستمر حتى مات في -