للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الليلة وصل مكة قافلة المدينة، وفي مغرب ليلة الاثنين خامس عشر الشهر وصل مكة السيد الشريف زين الدين بركات بن محمد بن بركات محرما بعمرة وجاء معه أم عياله السيدة أم الكامل وبعض جماعته، وجلس بمكة إلى ظهر يومه وعاد إلى محله البرود الذي جاء منه.

وفي يوم السبت [عشري] (١) الشهر مات عبد الرحمن بن الشمس محمد بن العاقل الشامي الأصل المكي وكان وجعان بالحب، ويقال: إن بعض ساقيه انكسر نصفين وله به مدة، ومات الولد علاء الدين بن قاضي القضاة جمال الدين محمد بن قاضي القضاة نجم الدين محمد بن يعقوب المالكي، وصلى عليهما بعد العصر عند باب الكعبة ودفنا بالمعلاة الأول بتربة أمام تربة سفيان بن عيينة، والثاني بتربة أبي جدته لأبيه الشريف أصيل وخلف أولاد ذكورا وإناثا وولده.

وفي يوم الأربعاء رابع عشري الشهر مات أحمد بن الجوهري الحفار كان، وله سنين منقطع بالحب الفرنجي، وبنت بركات العطار زوجة الشمس محمد العاقل الشامي المذكور قريبا أم أولاده الصغار، وصلى عليهما بعد العصر عند باب الكعبة ودفنا بالمعلاة الرجل بتربة علوية مقابلة تربة الشيخ أحمد (٢) الأهدل، والثانية عند ولد زوجها في التربة المذكورة.


(١) وردت الكلمة في الأصل "عشر" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٢) هو: أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن الشيخ إسماعيل بن محمد الحضرمي المعروف بالأهدل اليمني، نزيل مكة، كان يذكر بالخير والصلاح، جاور بمكة حوالي اثنتي عشرة سنة متصلة، وكان كثير الزيارة للمدينة المنورة، توفي يوم السبت الثامن عشر من شعبان لعام تسع عشرة وثمانمائة بمنزله برباط الشرابي بمكة، ودفن بالمعلاة، وكان عمره ستين سنة. انظر: الفاسي: العقد الثمين ٣/ ١٢٣، رقم الترجمة ٦٧٦.