للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحتسب [قراكز] (١) ألبسه خلعة وزفه على فرس فتكلم في السوق على السوقة، وعاير عليهم الموازين والمكايل وجار عليهم فتأذوا منه وصبروا حتى زاد طمعه، واحترش (٢) ببعض المصريين فاسلى عليه عبد الباش فأحضر إليه القاضيين الحنفي والمالكي، وحضر المشتكين فضبط ما بلصه (٣) فبلغ مائتين وخمسين دينارا، وأرسل الباش للمحتسب ليحضر فخاف عليه، واجتمع الناس من الغوغاء بالمسجد والشارع، وصاروا يدعون للباش ويقولون باطل ما يحل وتكرر الرسل بينهم حتى أرسله وحبس عند الباش ظنا، ثم في ثاني يوم اجتمع القاضيان والمحتسب وزين عبد الباش بعد أن كاتب الباش/السيد الشريف بركات، وجعل المحتسب نائبا غيره وهو عند الباش وألبسه خلعة وزف بمكة وأنفض المجلس على أن يكون زين عند المحتسب حتى يجيء جواب السيد الشريف، فيقال: جاء بأنه يرسل إليه (٤).

وفي يوم الجمعة خامس عشري الشهر ماتت بنت الفضيل بن عبد الباسط [أمها] (٥) ستيت بنت القاضي إبراهيم، وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة ودفنت عند سلفها بالمعلاة.


(١) وردت الكلمة في الأصول "قراقوز" والتعديل من بدائع الزهور، ج ٤، ص ٤٥٥. وهو الصواب.
(٢) أحترش: تصحيف لكلمة تحرش به أي أحتك به.
(٣) ما بلصه: ما أخذه ظلما من السوق. وهي بمثابة الرشوة.
(٤) تعد الحسبة من أهم الوظائف لضبط حركة السوق، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى المنوطة بها، وكان المحتسب يعين نائبا ينوب عنه عند غيابه، ويبدو أن نائب المحتسب زين الدين المصري لم يكن نظيف اليد، إذ أدى بتصرفه المشين، وهو: "فرض الاتاوات على الباعة" إلى وقوع كثير من المشاكل للمحتسب ولهيبة الوظيفة، ويدل هذا العمل على ضعف سلطة الدولة على موظفيها.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "من" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.