للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحلاوة على العادة وفرقوها، وعمل المولد في الصبح ببيت القاضي، وحضر من مشى في زفة الصبح وجماعته.

وفي يوم الأربعاء [عشري] (١) الشهر ماتت بنت الخواجا محمد بن يوسف القاري، زوجة أحمد بن حسين، وصلى عليها قبل المغرب عند باب الكعبة قاضي جدة محمد بن محب الدين بن ظهيرة، ودفنت بالمعلاة بالشعب الأقصى عند والدها، وخلفت ولدا اسمه إبراهيم من زوجها المذكور.

وفي يومها عشري الشهر وصلت قافلة من المدينة الشريفة وفيها جماعة من المدنيين وغيرهم من الغربا.

[وفي العشرين من هذا الشهر كان بروز قانصوه الغوري مع أمرائه وموكبه من مصر لمقابلة السلطان سليم خان، وكان بروزا لم يرجع بعده إلى مصر وبرز في موكب عظيم (٢)، وهم أربعة وعشرون أميرا كل أمير معه ألف مقاتل يقال لهم المقدمين


(١) وردت الكلمة في الأصول "عاشر" وما أثبتناه هو الصواب، بناء على حساب أيام الشهر السابقة الورود.
(٢) يشير المصنف إلى معركة مرج دابق التي حدثت بين العثمانيين والمماليك في هذا العام ٩٢٢ هـ في مرج دابق على مشارف مدينة حلب وانتصر العثمانيين على المماليك، وقتل الغوري تحت سنابك الخيل إذ لم يعثر له على أثر، ودخل سليم إلى مصر، وتم القضاء على آخر السلاطين المماليك الجراكسة طومان باي في معركة الريدانية، وكان من أسباب هزيمة الغوري التفوق العسكري العثماني، وخيانة بعض الأمراء المماليك من أمثال خاير بك، وجان بردي الغزالي، وبذلك زالت من التاريخ قوة إسلامية كبرى بعد أن فقدت حيويتها وقدرتها على الصمود. انظر: محمد فريد بك: تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص ١٩٢ - ١٩٧. إسماعيل سرهنك: تاريخ الدولة العثمانية، ص ٧١.