للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل بها في الشهر الداخل بعد أن عمل أسمطة هائلة معظمة إلى الغاية لم يتخلف أحد عن الحضور فيها، وحضر ليلة الشراع (١) القضاة والتجار والأعيان، وحصل فيه آمر اللصق في المنديل (٢) نحو سبعمائة دينار وعلى المغاني وغيرهم جملة.

وفي هذا اليوم أو اليوم الذي بعده توجه الشريف إلى وادى مر وكان [في] (٣) نية نائب جدة السفر في يوم السبت ثالث عشري الشهر، فدخل عليه ابن أخي ابن الزمن إبراهيم وفتاه جوهر بأن يصبر لهم إلى يوم الأثنين، فذكر إنه حلف بالطلاق أنه يسافر، فأرسل في يوم السبت ثقله (٤) إلى سبيل الجوخي وكذا أرسل الشريف صهر قاوان حمله، وكذا أيضا الشمس محمد بن عبد الرحمن أمين المقام الأشرفي أبي النصر قايتباي بجدة.

وفي ليلة الأحد رابع عشري الشهر كان عقد شمس الدين محمد بن حسن السقطي على زينب بنت محمد بن محمد الفومني.


(١) كذا وردت في الأصول وصوابه "الشروع"، شرع: الشيء أعلاه وأظهره والأمر جعله مشروعا مسنونا. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٥٠٤ - ٥٠٥. وهي "ليلة الشروع" التي يجهز فيها العروسين لبعضهما لإظهار الأمر وإعلام الناس.
(٢) اللصق: هو لصق الدنانير الذهبية أو غيرها من النقود على الوجه والجبهة وهي التي تسمى بالتنقيط أحيانا، إلا أن التنقيط يلقى ولا يلصق وكان اللصق للعروس والمغاني. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٤٢٨ حاشية (٣). والمراد هو: إهداء بعض النقود من ذهب أو فضة وغالبا ما تكون من نقود البلد وعلى حسب المقدرة للعروسين ولأهلهما، وقد يعطى لبعض القائمين بأعمال التسلية في الفرح شيء من ذلك ويكون غالبا من أهل العروسين وكبار المدعوين في الحفل ويوضع ذلك في منديل مخصص لهذا الغرض، يضعه أهل المناسبة.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة يقتضيها سياق المعنى.
(٤) والثّقل هو متاع المسافر وحشمه. الرزاي: مختار الصحاح، ص ٧٥، أنيس: المعجم الوسيط، ص ١١٩.