للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمه، والقاضيان الحنفي شرف الدين أبو القاسم بن الضياء، والمالكي نجم محمد بن يعقوب، وجميع الفقهاء وبعض التجار، وما أظن أحدا من الفقهاء تخلف، وكانت القراءة في أول المنهاج (١)، والقاريء الشيخ الإمام شرف الدين بن إسماعيل بن أبي يزيد اليمني الأصل المكي الشهير بابن بنت غنا وكانت أجلاسه عظيمة [عليها] (٢) من الحضر والسكون ما لا يغير عنه وأدى تأدية فصيحة عظيمة بطلاقة لسان وقوة جنان أتى فيها بغرائب وأشياء مستحسنة منتخبة، والله يديم فوايده (٣).

وفي ثاني يوم قرأ القاريء المذكور على عادته، وقرأ عليه أيضا الفاضل المبارك جلال الدين أبو السعادات (٤) ابن شيخنا العلامة نور الدين


= السلطان سليم خان العثماني سنة ٩٨٤ هـ. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٩٣، ١٩٧، الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٣٨٤، باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص ٢٩ - ١٣٠، عمارة: تاريخ عمارة وأسماء، ص ١٠٥ - ١٠٦.
(١) حقيقة يوجد أكثر من أربعين عنوانا باسم المنهاج، ولكن أرجح أن يكون المقصود هو كتاب: منهاج الطالبين مختصر المحرر في فروع الشافعية للإمام محي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي المتوفى سنة ٦٧٦ هـ وقد خص هذا الكتاب بشروحات واختصارات كثيرة وهو مشهور متداول واعتنى به جماعة من الشافعية. حاجي خليفة، كشف الظنون ٢/ ١٨٧٣ - ١٨٧٦.
(٢) وردت في الأصول "على" والتعديل هو الصواب.
(٣) السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ٩٤٩. وهو مؤتمر علمي افتتحه القاضي الشافعي بمكة، شارك فيه القضاة والعلماء والفقهاء من مكة المكرمة، وحضره الأعيان والتجار، مما يدل على الحالة الثقافية في البلاد ومدى تطورها.
(٤) هو: أبو السعادات بن نور الدين بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله الفاكهي المكي ويسمى محمدا، وهو أكبر إخوته، ولد في جمادى الأولى سنة ٨٦٤ هـ بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن وغيره وأخذ على جماعة من علماء مكة منهم التقى ابن فهد وخاله السراج معمر، مات بعد -