للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علاء (١) الدين الشيرازي شيخ زاوية الجنيد وأم بعض بناته، وصهره داود (٢) الزمزمي وتعرف ببنت سارة وصلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة، وكان لها تقلب كثير بمالها ومال الناس.

وفي هذا الشهر أمر قاضي القضاة بحفر الأرض التي [يجري] (٣) فيها السيل مما يلي المسجد، وبدأوا (٤) من عند زقاق بيوت النحاس، واستمروا إلى أول سوق الليل، وإلى وسط المسعى، [وظهرت] (٥) درج أبواب المسجد التي بالشارع كلها، ووجد في الحفر أشياء من صيغ (٦) الناس الذي ذهب بها السيل، أخذ بعضها أربابها ببعض حلوان (٧).


(١) هو: علي بن أحمد بن العلاء الشيرازي ثم المكي الشافعي. ولد في سنة ٧٨٨ هـ ببغداد واشتغل بالعلم في كبره وأخذ عن غير واحد، وصحب الرجال وبرع في الفقه وأصوله والنحو والمنطق وغيرها. قطن مكة بعد الثلاثين فسكن الزاوية المعروفة بالجنيد بجبل قعيقعان وأخذ عن غير واحد وصار له صيت، مات في شوال سنة ٨٦١ هـ بمكة ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ١٨٩ ترجمة رقم ٦٤٠، وجيز الكلام ٢/ ٧٠٦ ترجمة رقم ١٦٢١.
وزاوية الجنيد (متعبد الجنيد) بلحف جبل الأحمر أحد أخشبي مكة (قعيقعان) وقيل هو من الأماكن المستجاب عندها الدعاء، وقد يقال له متعبد إبراهيم بن أدهم. ابن ظهيرة، الجامع اللطيف ص ٢٠٥، النهروالي: الأعلام، ص ٣٩٣.
(٢) هو: داود بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله البيضاوي المكي الزمزمي أحد المؤذنين العريضي الأصوات، مات بمكة في ثامن عشرى المحرم سنة ٨٨٢ هـ. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٦٢٥، السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٢١١ ترجمة ٧٩٢.
(٣) وردت في الأصول "تجري" والتعديل يستقيم به سياق المعنى.
(٤) وردت في الأصل "بدوا" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٥) وردت في الأصول "ظهرة" والصواب ما أثبتناه.
(٦) صيغ: جمع مفردها: الصّيغة: المصوغ، ويستعمل كثيرا في الحلي. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٥٥٤.
(٧) والحلوان: أجرة الدّلاّل. والرشوة. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٢١٧. والمراد به هنا: إعطاء -