للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذلك (أي العز بن فهد) ورحلاته لطلب العلم (برا وبحرا) إنما يسلك ما سلكه أبوه وجده من قبل، حيث تحملوا الصعاب في سبيل ذلك غير مكترثين بما يصادفونه من مصاعب وكأنهم وهبوا أنفسهم وأوقفوها على طلب العلم (١).

فأولى رحلاته في طلب العلم كانت إلى المدينة النبوية، فقد سافر إليها أكثر من مرة (٢).

وفي سنة ٨٧٠ هـ توجه إلى الديار المصرية بحرا وأكثر من القراءة والسماع وأخذ بها عن جماعة منهم الشمني والبقاعي (٣). ثم عاد إلى بلده وسمع بجدة في طريق عودته من مصر.

ثم غير وجهته من مصر إلى الشام، ففي أوائل سنة ٨٧١ هـ سافر برا إلى البلاد الشامية وسمع في توجهه بالخانقاه السريا قوسية وزار القدس والخليل وسمع بالقدس وغزة ونابلس ودمشق وصالحيتها وبعلبك وحماه وحلب وغيرها من جماعة، واجتهد في كل ذلك وتميز في الطلب، ثم عاد إلى بلده (٤).

وبعد أربع سنوات قضاها في التحصيل وطلب العلم ببلده مكة عاد مسافرا إلى الديار المصرية، ففي سنة ٨٧٥ هـ توجه إليها بحرا وقرأ فيها على شيخه السخاوي ألفية الحديث وبعض تصانيفه وقرأ على الشيخ عبد الحق السنباطي وغيره وكان غرضه من هذه الرحلة الدراية ثم رجع إلى بلده مكة المشرفة (٥).


(١) العز ابن فهد: غاية المرام ١/ ٨.
(٢) السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٥. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٣٩.
(٣) السخاوي: الضوء اللامع، ٤/ ٢٢٥.
(٤) السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٥، ابن طولون: متعة الأذهان ١/ ٤٢٨.
(٥) السخاوي: الضوء اللامع، ٤/ ٢٢٥، الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٣٩.