كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل صفر الخير ليلة الأربعاء سنة ٨٩٣. - ج: 1 - ص: 506

بعض حوائجه من السوق وعاد إلى البيت فمات وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة، وكان مباركا حافظا لكتاب الله إلا أنه حاد المزاج صعبا في بيعه لا يأخذ إلا ما يريد، فإنه كان عنده من الحوائج [خانات] (١) مالا يوجد عند غيره، عفا الله عنه آمين.

وفي يوم الاثنين سادس الشهر مات الشيخ نور الدين على (٢) الفرضي شيخ رباط ابن الزمن وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة.

وفي هذا اليوم ظنا ولد أبو الخير بن حسن بن عطية بن فهد الهاشمي.

وفي يوم الأربعاء ثامن الشهر مات الشيخ جمال الدين محمد بن أبي القاسم علي بن جوشن المكي وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة عند سلفه وكان وجعه أقل من نصف شهر، ومات عن غير وصية، وكان مباركا زار النبي ﷺ (٣) في السنة قبلها مع الحجاج وعاد إلى مكة في البحر في شهر المحرم، وزاره في السنة قبلها وزاره قبل ذلك أيضا ولعله مرارا، ﵀ وعفا عنه.

وفي يوم الخميس تاسع الشهر مات عبد الله (٤) بن عبد الرحيم الحضرمي ابن

---

(١) كذا وردت في الأصل وفي (ب) "الخمانات" والتعديل هو الصواب.
والحوائج خانات جمع حوائج خاناه وهو مخزن للحوائج والأمتعة وغيرها.
(٢) هو: علي بن أحمد بن علي بن عبد الله بن سند نور الدين الطنتدائي ثم القاهري الشافعي الفرضي، ولد قبيل الثلاثين وثمانمائة واستقر بمشيخة رباط ابن الزمن بعد ابن عطيف. السخاوي: الضوء اللامع، ٥/ ١٧٣ ترجمة رقم ٥٩٨، وجيز الكلام ٣/ ١٠٤٩ ترجمة رقم ٢٢٤٥.
(٣) كان الأولى أن يقول لزيارة مسجد الرسول ﷺ.
(٤) السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٢٦ ترجمة رقم ٩١.