كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل صفر الخير ليلة الأربعاء سنة ٨٩٣. - ج: 1 - ص: 508

وفي مغرب ليلة السبت ثامن عشر الشهر مات الشيخ عبد الله (١) بن زكي الدين عبد الواحد بن محمد بن زيد البصري نزيل مكة وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة عند أسلافه، وكانت له وظائف أربعة هي:

بالمدرسة السلطانية الأشرفية، والجمالية (٢)، والزمامية (٣)، وبالربعة خلف مقام الحنفي بعد العصر، وقف الأمير عليها ففرقها على (٤) جماعة من جهته والله أعلم بما يكون.

فأعطى القاضي الشافعي الشيخ إسماعيل بن أبا زيد نصف وظيفة الجمالية وجميع الحضور خلف مقام الحنفي، فأما الزمامية فإنه نزل بها للشيخ إبراهيم (٥) بن زقزوق البصري من حياته واستقرت باسمه، بل وفرق بعض تركته وترك الباقي لورثة له أظنهم بالبصرة وزوجة له بمكة من بنات عمه.

---

(١) هو: عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن زيد جمال الدين بن زكي الدين الشيرازي الأصل البصري الشافعي ويعرف بالشيخ عبد الله البصري، ولد سنة ٨١٩ هـ بالبصرة ونشأ بها. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٣٠ ترجمة رقم ١١١، وجيز الكلام ٣/ ١٠٤٤ ترجمة رقم ٢٢٣٦.
(٢) المدرسة الجمالية (اليوسفية): أنشأ هذه المدرسة بمكة المكرمة ناظر الخاص يوسف بن عبد الكريم بن بركة السعدي القاهري (٨١٩ - ٨٦٢ هـ) في سنة ٨٥٣ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ٣٢٢ - ٣٢٣، ولم يذكر السخاوي موقعها ولم يذكر الفاسي عنها شيئا.
(٣) الزمامية: (المدرسة الزمامية) أنشأ هذه المدرسة الطواشي خشقدم الزمام قرب المسجد الحرام سنة ٨٣٥ هـ وقرر بها شيخا وغيره من الصوفية، يجتمعون ويقرأون بعد صلاة العصر ويهدون ثواب ذلك في صحيفته، وجعل بها صهريجا لجمع ماء المطر من سطح المسجد الحرام وجعل بها خلاوي يسكنها الفقراء وأوقف عليهم وقفا جليلا. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٦٤، السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ١٧٥ ضمن ترجمة رقم ٦٨٠.
(٤) وردت في الأصل "علا" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٥) السخاوي: الضوء اللامع ١/ ١٢٩.