مكة السيد جمال الدين محمد بن بركات وولده السيد زين الدين بركات في عسكرهما فخلع عليهما ودخلوا جميعا مكة ولما سلم عليه بسكنه القاضي الشافعي جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة خلع عليه خلعة.
وفي ليلة الثلاثاء تاسع عشري الشهر وصل إلى مكة المشرفة أمير المحمل جان بلاط (١) الأشرفي قايتباي وهو من الخواص عند أستاذه بل والناظر على أوقافه، فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر، فخرج للقائه الشريف جمال الدين وولده بعد أن كان الشريف والقاضي الشافعي لقياه بطريق الوادي وسلما عليه وعادا عنه، فخلع على الشريف وولده في الصباح، ودخلوا جميعا مكة وخلع على القاضي الشافعي لما سلم
(١) هو: جان بلاط الأشرفي قايتباي، أصله لدولات باي المحجوجب فقدمه حين كان غائبا بملطية للدوادار يشبك فقدمه بدوره للأشرف فأعتقه وعمله خاصكيا ثم دوادارا صغيرا وترقى حتى قرر في ربيع الأول سنة ٨٩٣ هـ في إمرة الحجاج بركب المحمل ولما عاد أعطاه إمرة أربعين وألبسه إمرة الحج ثانيا فلم تتم بل سافر مع المجردين إلى حلب ثم عينه رسولا إلى ابن عثمان في رمضان سنة ٨٩٦ هـ واستمر في رقي، أصبح تاجر السلطان ثم مقدم ألف ثم نائب حلب ثم نائب الشام ثم أتابك العساكر بمصر سنة ٩٠٤ هـ حتى بويع بالسلطنة وأصبح الرابع والأربعين من ملوك الترك والثامن عشر من ملوك الجراكسة بعد الظاهر قانصوه الذي قام عليه بعض الأمراء فخلعوه واستمر في السلطنة لمدة ستة أشهر و ١٨ يوما وثار عليه بالشام الدوادار الأمير طومان باي وزحف إلى مصر فحوصر بالقلعة ثم قبض عليه مخلوعا ثم أرسل به إلى سجن الاسكندرية سنة ٩٠٦ هـ وقتل به مخنوقا. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٦٢ - ٦٣ ترجمة رقم ٢٥٣، البصروي، تاريخه، ص ١٢٩، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٢٤٨، ٤٣٨، ٣٦٢، ٣٦٣، ابن طولون: متعة الأذهان ١/ ٣١٨ ترجمة رقم ٢٨٩، ابن العماد: شذرات الذهب ٨/ ٢٨.