للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمع حافلا جدا وأوقد أربعون شمعة ثم شرع في الزواج فعملت زفات كثيرة منها زفة الطيب، وزفة الدفع، وزفة الصبغ، وزفة الغمرة، أما الثلاث الأوليات (١) فكانت/من بيت القاضي من [حارة] (٢) قريش إلى بيت العروسة - منزل والدها - والأولى والثالثة بالنهار وليس إلا الطبقان والمغاني، وأما زفة الدفع فكانت بالليل من البيت المذكور إلى بيت العروسة أيضا وبها النسوان والمغاني وكانت ليلة مطيرة، وحصل لهم المطر ببعض الطريق، ومد لهم ببيت العروسة سماط من الفتوت والحلوى، وعد الدفع فكان [مائتى] (٣) دينار، وأما زفة الغمرة فكانت ليلة الخميس ثاني شهر ربيع الثاني فلم تكن كعادتهم، فإنه لم يكن بها أحد من القضاة ولا كثير من رؤساء هذا الزمان، بل كان بها جمع من الفقهاء والغرباء وغوغاء الناس، وكان النساء كثيرا خلف العريس على العادة وكانت الزفة من الصفا، وشق بها السوق إلى بيت العروسة، وكان في النهار عمل أمام دار العروسة فازة وهي أعواد من خشب سن غلبها، وفي وسطها عقد وفي طريقها (٤) عقد أيضا ملبسان بالثياب الصلخدي (٥) لا غير، وعمل في وسطها سحابيات وعمل بها ليلة الشراع، وقيد نحو أربع مائة فتيلة وحضر بها في هذا اليوم القضاة والأعيان والفقهاء والتجار، ومد لهم على العادة (٦) [معمول] (٧) ثم [طعام] (٨) لأهل البيت والقومة، ولما


(١) وردت في الأصل "الاولات" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٢) وردت في الأصول "حارت" والتعديل هو الصواب.
(٣) وردت في الأصول "مايتا" والتعديل هو الصواب.
(٤) وردت كذا في الأصول ولعل المراد "في طرفيها عقدان".
(٥) لم يعثر على موقع باسم صلخد، وقد تكون اللفظة محرفة عن لفظة صلخة، ربما تنسب إليها هذه الثياب، وصلخة: قرية سورية مركز قضاء بمحافظة السويداء، بها مئذنة وقلعة من عهد الأيوبيين. المنجد في اللغة والأعلام ٢/ ٣٤٧.
(٦) وردت في الأصل "العاد" والتعديل هو الصواب من (ب). -