للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبيحة ليلتهما نصت (١) العروسة على العريس وحضر معه أخوه قاضي القضاة جمال الدين أبو السعود وجماعة من أقاربهما الرجال والنساء فألصق القاضي على وجهها (٢) خمسين دينارا والعريس ثلاثين دينارا، والجماعة [الآخرون] (٣) يتفاوتون فبعضهم خمسة عشر وبعضهم عشرة وبعضهم خمسة (٤).

ويقال: إن مجموع ذلك أكثر من مائتي دينار.

وفي ليلة الاثنين تاسع عشري الشهر أو صبيحتها وصل القاصد من مصر ومعه كتب للناس وفيها أخبار وفاة أخوي شيخنا الحافظ الشهيد السخاوي المحيوي عبد القادر والزيني أبي بكر (٥) رحمهما الله تعالى وعوضهما خيرا، ورجوع عسكر


(١) انتصّ الشيئ: ارتفع واستوى واستقام. يقال: انتص السنام. والعروس ونحوها: قعدت على المنصّة. أنيس، المعجم الوسيط، ص ٩٦٦.
(٢) اللصق واللصوقية يراد بهما النقوط تلصق على الجبة أو الوجه أو يوضع في المنديل المعد لذلك، وغالبا ما تكون من النقد ذهب أو فضة. والصاقها على الوجه يكون بعمل شيء معين يحيط بالوجه والصدر ليستطيع الملصق ألصاقها ما يريد عليه. ولكي تتضح الصورة أكثر يرجى مراجعة (صورة) عروس من مكة المكرمة في ثوب العرس. سنوك هيرونج، مكة المكرمة منذ مائة عام أو مجموعة سنوك هيرجرونج الرائجة، ص ٧٤.
(٣) وردت في الأصول "الاخرين" والتعديل هو الصواب.
(٤) أن دخول أقارب الزوج على الزوجة من المحرمات، وقد نبه إلى ذلك الشارع الحنيف ونهى عنه.
(٥) هو: أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الزين السخاوي الأصل القاهري الشافعي ولد في أواخر سنة ٨٤٥ هـ ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وغيره وعرض على جماعة وأجاز له خلق وعرض عليه القضاء فأبى، مات في رابع ذي الحجة سنة ٨٩٣ هـ ودفن من يومه، وصلى عليه بمكة صلاة الغائب وكان صاحب الضوء (أخوه) بها وشهد الصلاة عليه. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٤٤ - ٤٦ ترجمة رقم ١١٧، وجيز الكلام ٣/ ١٠٤٨ ترجمة رقم ٢٢٤٣، ابن إياس، بدائع الزهور ٣/ ٢٥٨، الاسدي، طبقات الشافعية ص ٢٤٩.