للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكي تأخذ هذه المراسيم طابع القوة والشرعية فقد كانت تقرأ في المسجد الحرام علنا، وتصل إلى مكة، إما مع أمير الحاج أو تصل بيد قاصد ويستقبل حاملها بحفاوة ويخرج له الشريف إلى الزاهر، ثم يدخل مكة ويجتمع به بالمسجد الحرام أو يرسل بالمراسيم إلى مكة حيث تصل لأصحابها.

واهتم العز اهتماما كبيرا بالمراسيم وكان غالبا ما يذكر مضمونها وما احتوته من تعليمات وتواريخها وقد يشير في بعضها إلى سريتها وعدم قراءتها وأخيرا يشير إلى حضوره من عدمه وذلك من أمانته.

ومن مصادره كذلك الأوراق (والكتب) التي يصل بها القصاد (المراسيل والنجاب) وبعض المراكب. وتعتبر هذه الأوراق عادة أقل من المراسيم شأنا مع أنه يعتد بها (١)، وغالبا ما تحمل الكثير من الأخبار عن السلطان وحروبه وتجاريده وأوامره من تولية وعزل، وعن رجال الدولة وأحوالهم، والحجاج وأخبارهم، وعن تحركات الشريف وغزواته وأوامره وبعض أخبار المدن المجاورة، والمتوفين من العلماء الرؤساء وغيرهم وأخبار كبار التجار، وعن وصول المراكب إلى جدة وارتفاع الأسعار وانخفاضها، بالإضافة إلى بعض الأوامر والتعليمات المطلوب تنفيذها والعمل بها. ونجد أن هذه الأوراق بما تضمنته من أخبار وتعليمات أثرت مادة العز ابن فهد بكم من المعلومات فكانت خير مصدر اعتمد عليه كما أغفل ذكر مضمون نص بعض الأوراق الواصلة لقلة شأنها.

كما كانت تصل إلى العز ابن فهد بعض الأوراق الشخصية (المراسلات)، ترسل إليه من شيوخه وأصحابه لإعلامه وإطلاعه على بعض الأمور والأخبار، وتأتي


(١) وقد فرق العز ابن فهد بين المراسيم والأوراق حين وصولها.