للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الليلة بل ليلة المقصود أو ليلة عرفة حصل لاثنين من الشرفاء ذوي أبي نمي الذين كانوا يعسون حاج الشامي ضرب مبرح من أمير الحاج الشامي. يقال:

إن أحدهما لا يعيش، وسبب ذلك فيما يقوله الحاج أنهم [وجدوهما] (١) في وسط الحاج بلا خيل، وفيما يقولان هما أنهما كانا ومعهما خيلهما وعبيدهما خارج الحاج، فسرق [للحاج] (٢) شيء فخرجوا في طلب السراق [فوجدوهما] (٣) فمسكوهما وذهبوا بهما إلى أمير الحاج الشامي فأمر بضربهما فضربا ضربا مبرحا، فسمع السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات بذلك فتوجه يوم القر (٤) إلى أمير الحاج المصري أزدمر تمساح، وحضر القضاة أيضا، وأمير الأول، وتكلم الشريف وأظهر غيظا، فساعد أمير الشامي أمير الحاج المصري الأول كرتباي الأشرفي ثم انفصلوا.

وفي ليلة السبت ثالث عشر الشهر سافر الحاج الأول.

وفي ليلة الأحد رابع عشر الشهر سافر حاج المحمل وسافر معه شيخنا الحافظ شمس السخاوي وكان مجاورا بمكة سنتين بعياله والشيخ شهاب الدين أحمد المغربي الشهير بحاتم وله مجاور بمكة سنين وله بها أولاد وأمهات أولاد/وتركهم بمكة، وصاحبنا الشيخ كمال الدين الكرماني، والشيخ كريم الدين عبد الكريم (٥) بن ظهيرة وسافر من


(١) وردت في الأصول "وجدهما" والتعديل يستقيم به سياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "الحاج" والتعديل يستقيم به سياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "فوجداهما" والتعديل يستقيم به سياق المعنى.
(٤) يوم القر (أيام القرّ): وهي أيام التشريق وقيل يوم القر يلي يوم النحر، وسميت بذلك لأن الحاج يقرون فيه بمنى. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ٥٩٢، ٧٥٩.
(٥) هو: عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة كريم الدين أبو المكارم بن الوجيه أبي الفرج المكي الحنبلي، ولد بزبيد في سنة ٨٣٥ هـ ودخل القاهرة مرارا، مات في ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من صفر سنة ٨٩٩ هـ. السخاوي: -