للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أثناء ليلة الاثنين خامس الشهر جاء مطر قوي مزعج [و] (١) برق قوي متوال أزعج الناس، ثم جاء في أثنائه سيل كبير دخل المسجد [الحرام] (٢) من غالب أبوابه ومن عمارة السلطان (٣)، وملأ المسجد وأروقته إلا زيادة دار الندوة، وارتفع على حائط الحجر ووصل إلى بعض الحجر الأسود، وأدخل المسجد أوساخا كثيرة (٤) وذهب السيل بحوائج القشاشين (٥) /وبدككهم التي أمام البيوت التي إلى جهة جبل أبي قبيس وكان [جالسا] (٦) ببعضها القشاشي الضرير الشهير بحذبة، فأخذه معها وذهب به إلى أسفل مكة، فوجد ببركة الماجن ميتا، وطاح في هذه الليلة ويومها دور كثيرة ولا يعلم أن احدا مات تحت هدم إلا ثلاثة أنفس بحوش التوزيري وهم ولد لخالد بن شرف الدين، وجارية له أيضا وامرأة عجوز بدوية، والناس يقولون إن هذا السيل أكبر من السيل الذي جاء لمكة سنة سبع وثمانين الذي لم ير ولم يسمع بمثله، إلا أن هذا صادف انبساط الأرض بهدم العشش التي كانت في الطرقات وحفر الأرض من سوق الليل إلى أسفل مكة التي هي ممره، وفتح باب إبراهيم [الذي] (٧) هو أعظم الأبواب


(١) ما بين حاصرتين إضافة يقتضيها سياق المعنى.
(٢) ساقطة في الأصل والمثبت ما بين حاصرتين إضافة عن (ب).
(٣) أي السلطان أبي النصر قايتباي.
(٤) وردت في الأصل "كثير" والتعديل عن (ب).
(٥) القشاشين جمع مفرده قشاش وهو: من يلتقط الشيء الحقير من هنا وهناك. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٧٧٠.
(٦) وردت في الأصول "جالس" والتعديل هو الصواب.
(٧) وردت كذا في الأصول "التي". والتعديل هو الصواب.