للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عشاء ليلة الأربعاء تاسع عشر الشهر مات إمام الحنفية بالمسجد الحرام شيخ [رباط] (١) الباسطية بمكة المشرفة شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن شرف الدين بن علاء الدين علي البخاري وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة القاضي الشافعي ودفن من يومه بالمعلاة عند ابنة له بتربة الخواجا شمس الدين بن الزمن المجاورة لتربة الحوراني، وكان في هذا اليوم سماط ولده عبد الله على بنت القاضي المالكي نجم الدين بن يعقوب وظنوا أن وجعه هذه المرة على عادته.

وفي ليلة الأحد ثالث عشري الشهر هرب من حبس الشريف الجماعة المحبوسون من عرب آل جميل وهم ثمانية، إلا علي بن سالم، فأحس بهم السجانون ولم يكن منهم هناك إلا [اثنان] (٢) فأقاموا الصائح وتفازعوا وراءهم فمسكوا منهم ثلاثة وهرب أربعة، وفي الممسوكين ولد زيد بن سالم ولما وجد كاد أن يفلت فحينئذ حصل له كوائن أثخنته، يقال: إنه علي تلف منها، وسبب هربهم أنهم لما ضرب عليهم الشريف بثلاثة ألاف وثلاثمائة، فأوردوا ألفا ومائة وماطلوا في الباقي، ثم دخلوا عليه أن يأخذ منهم غنما فتأثر منهم. وقال: لهم ما عندي إلا الشنق فكان نيتهم أن لا يعطوا وخافوا الشنق، فسألوا بعض من يدخل إليهم من أصحابهم أن يأتي لهم بمبارد، فأتوهم بذلك، فبردوا القيود وعزلوا الباب، وفي ثاني تاريخه يوم الاثنين وجدوا واحدا (٣) من الأربعة وسط النهار فأخذ وحبس (٤).


(١) وردت في الأصول "الرباط" والتعديل يستقيم به سياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "اثنين" والتعديل هو الصواب.
(٣) وردت في الأصل "واحد" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٤) وقد أورد المؤلف هذه الخبر فيما سبق.