كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل شهر الله المحرم، مفتتح سنة ست وتسعون وثمانمائة ليلة الأحد. - ج: 2 - ص: 648

وفي يوم الخميس، تاسع عشر الشهر، مات دخيل الله بن عبد الباقي الشهير بالذويد المكي، وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفن من يومه بالمعلاة.

وفي هذا اليوم، لعب بمكة البهلوان (١) العجمي الذي مع الحجاج المصريين، ولم يتفق حضوري، وسمعت أنه فعل أفعالا مستغربة، منها أنه جر قوسين (٢) لم يقدر بعض الأتراك على جر أحدهما، ورمى بنشابة في أحدهما إلى [هاون] (٣) فخرقه (٤)، وإلى صاج (٥) فخرقه، لكن لم يخرج النشابة كلها. ومنها أنه ضرب وأصابعه

---

(١) البهلوان: لفظ فارسي بمعنى بطل أو شجاع، شاع استعماله عند العامة في الوطن العربي خلال العصر الاسلامي المتأخر، للدلالة على عظمة الشخص وقدرته العضلية، النسبة إليه بهلوي أو فهلوي. والبهلول: الرجل الذي يلعب لإضحاك الناس من حوله ويقال له المسخرة. محمد أحمد دهمان: معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ٣٩. مصطفي عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٩٠. السيد أدي شير: الألفاظ الفارسية المعربة، ص ٢٩. محمد التونجي: المعجم الذهبي، ص ١٦٦
(٢) القوس: آلة على هيئة هلال ترمى بها السهام (تذكر وتؤنث). الفيومي: المصباح المنير، ص ١٩٨. القلقشندي: صبح الأعشى ٢/ ١٥٠. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٧٦٦.
(٣) وردت في الأصول "هرون"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) الهاون: فارسي معرب: هذا الذي يدق فيه، قيل كان أصله هاوون، فحذفوا منه الواو الثانية استثقالا وفتحوا الأولى، لأنه ليس من كلامهم فاعل يضم العين. ابن منظور: لسان العرب ١٣/ ٤٤١. الفيومي: المصباح المنير، ص ٢٤٦. المنجد في اللغة والأعلام، ص ٨٧٨. محمد التونجي: المعجم الذهبي، ص ٦٠٠.
(٥) صاج: قطعة من الحديد اقتباسا من صج إذا ضرب حديدا على حديد، والصجيج: ضرب الحديد بعضه على بعض. ابن منظور: لسان العرب ٢/ ٣١٠. المنجد في اللغة والأعلام، ص ٤١٦.