للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبيحتها، عمل قاضي القضاة الشافعي المولد على العادة، ولما عمل الحلاوة قبل المولد لم يرسل للترك شيئا، فتأثر الترك وتكلموا، فما أمكنه إلا عمل ذلك بعد المولد وأرسل لهم.

وفي ذلك اليوم، عمل السيد إسحاق صهر قاوان مولد قاوان على العادة، ولكنه أكثر من الأطعمة والحلوى، ومد ذلك في حوش خان القواد (١) الذي صار لقاوان، فقالوا: أنه وضع فيه ألف ومائتي صحن بل وأميز من ذلك/ (٢) وحضر المولد، القضاة الأربعة، والخطيب، وباش المماليك، والأتراك السلطانية، والأمير المحتسب سنقر الجمالي، وبعض الفقهاء، والتجار، وفرق بعد ذلك كثير من الأطعمة والحلوى.

وفي ليلة الثلاثاء، سابع عشر الشهر، كان عقد أبو بكر بن الخواجا بسطام العجمي على الحرة بنت نائب إمامة الحنابلة جمال الدين محمد العجمي بزاوية الخطيب (٣) أبي الفضل النويري، والعاقد قاضي القضاة الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، وحضر القاضيان، المالكي، والحنبلي، والخطيب، والمحتسب، وجماعة من الفقهاء، والتجار.


(١) خان القواد: الخان من المنشآت الهامة، والقواد: هم أتباع الأشراف وكان لهم اثر خطير في الحياة السياسية في مكة إبان العصر المملوكي. مصطفى عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٥٧. سعاد بنت إبراهيم: النجم بن فهد مؤرخا، ص ١٥.
(٢) إن هذا العدد مبالغ فيه، لأن الحفلات في زماننا هذا إذا عملت لا تصل إلى نصف هذا العدد، ولربما يكون ذلك خطأ من الناسخ.
(٣) زاوية الخطيب: الزاوية مأوى للمتصوفين والفقراء، وقد كان الملوك والأشراف ينشئون الزوايا لتقديم الطعام إلى المحتاجين والغرباء، فهي تعبير عن الاخوة الإسلامية، وتطبيق مثل الإسلام في الإحسان والتصدق على الفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل والغرباء، وكانت تقام لغايات اجتماعية أو دينية. ابن بطوطة: الرحلة، ص ٤٤.