للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدين أبو السعود بن ظهيرة، ودفنت من يومها عند سلفها زوجها بتربة بني ظهيرة من المعلاة، ولم تفصل من ولادتها الماضية عوضها الله خيرا. في هذا اليوم، وصل قاصد من مصر من عند نائب جدة بردبك الخازندار الأشرفي قايتباي، وقد خرج إلى التربة على نية السفر إلى الطور في البحر، وذلك بعد أن كان نائب جدة في العام الماضي، وكان لبس خلعة ذلك، فيقال: إنه سأل السلطان أن يعفيه/من ذلك ليكون في خدمة السلطان، وأن أخاه الذي خلفه بمكة طرباي (١) يكون عوضه فقال: يكون خيرا، وأمر بإخراج الخلعة وإلباسها لبردبك، وفي الأوراق الواصلة أن أمير حاج المحمل (٢) تنبك الجمالي وأمير حاج الأول كرتباي الأشرفي قايتباي وأن الفصل عمال بمصر كأسرع يسيرا، يكون جملة من يموت بهذا الداء نحو الخمسين، وقد عمل أعمالا بالخانقاه وغيرها، وأن الحجازيين مسافرين مع نائب جدة بحرا مع قلة الجمال أو عدمها، وأن تاج الدين ابن عبد الغني بن الجيعان، توفى في ثالث عشري، ربيع الأول، وأن ابنا للسلطان عمره نحو السنتين توفى أيضا، وفي ورقة لإبن الزمن أن ابن السلطان الأكبر الذي ظهر في العام الماضي برز إلى البركة للتوجه إلى الحجاز ومعه الدوادار الكبير قانصوه خمسمائة (٣)، وابن أخت السلطان نائب قلعة حلب (*١)،


(١) طرباي الأشرفي قايتباي، استخلفه أخوه تنم حين سفره بعد قضاء أمر جدة في سنة ٨٩٦ هـ، فاقام بها ثم بمكة إلى أن جاء المستقر عوضهما في سنة ٨٩٧ هـ، وهو حسن التلاوة. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٧.
(٢) تنبك الجمالي الظاهري جقمق أحد المقدمين، تولى إمرة الحاج الاول في سنة ٨٩٧ هـ، إمتاز بالعقل والوقار والميل للعلماء والصالحين، مات في طاعون سنة ٨٩٧ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٤٢.
(٣) قانصوه الأشرفي قايتباي ويعرف بخمسمائة، كان أميرا جليلا موصوفا بالشجاعة، وافر العقل، كثير الأدب والحشمة، اصله من كتابية الظاهر خشقدم واشتراه الأشرف قايتباي وأعتقه، تولى من الوظائف: الدوادارية الثانية وأمير أخوريه الكبرى، ثم عين أتابك العسكر بمصر، ثم -