للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها في حياة أبويها عوضهما الله خيرا.

وفي يوم الأحد، تاسع عشر الشهر، مات جوهر عبد ابن الزمن بجدة، وحمل إلى مكة فوصل [به] (١) إلى المعلاة.

وفي يوم الإثنين، دفن في صبيحتها، وقالوا: خلف أولادا ستة ذكورا وإناثا.

وفي ليل الأربعاء، تاسع عشري الشهر، وصلت قافلة المدينة، وفيها قاضي القضاة الحنبلي شهاب الدين الشيشني وأولاده وعياله، وشمس الدين البلبيسي نزيل مكة.

وفي ثاني تاريخه، وصلت أوراق من القاهرة إلى جدة مع قاصد وصل إلى جدة، وفيها أن السلطان وجع إلى أن أشرف على التلف وظن موته، وأتهم أمير أخور قانصوه خمسمائة أنه رام السلطنة (٢)، فقام عليه الأمراء والترك، وما وسع السلطان إلا الأمر بنفيه إلى القدس كرها منه، ويقال: إنه خرج إلى الخانقاه، ثم أعيد بعد أن جمع السلطان العسكر أكثر من مرة وذكر لهم أن الحق له، وأنه رضي عنه فما رضيوا إلا بعد أن جعل لكل واحد منهم فرسا ومائة دينار، وما عرفت هل ذلك لمماليكه أو لجميع العسكر، وزينت القاهرة أياما (٣)، وشق ولد السلطان القصبة، ثم يأتي يوم أبوه وكذا أمر الباش بتزيين مكة فزينت (٤)، وأخبر الحجازيون أن صر الشافعي على


= بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت في رجب سنة ٨٥٧ هـ بمكة. السخاوي: الضوء اللامع ١٢/ ١٣٩.
(١) وردت في الأصول "بها" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) اتهم أمير اخور قانصوه خمسمائه في مدة توعك السلطان على أنه قد تقحم على السلطنة، فمنع من الدخول على السلطان في مدة انقطاعه. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٠٩.
(٣) زينت بسبب شفاء السلطان الأشرف قايتباي من مرضه. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٠٩.
(٤) زينت مكة كذلك لشفاء السلطان الأشرف قايتباي، لأن مكة تتبع في حكمها السلطان -