للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و {حاشَ} , و (حاشا): تَنْزِيهٌ واستثناءٌ. {حَصْحَصَ}: وَضَحَ.

(قلتُ: أسند فيه حديث أبي هريرة المتقدم "ج ٢/ ٦٠ - أحاديث الأنبياء/ ١٢ - باب").

٦ - بابُ قولهِ: {حتَّى إذا اسْتَيْأسَ الرُّسُلُ}

١٩٢٣ - عنْ عُروةَ بنِ الزبيرِ عن عائشةَ رضي اللهُ تعالى عنها قالتْ له وَهُوَ يَسْأَلُهَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}؛ قَالَ: قُلْتُ: أَ {كُذِبُوا} أَمْ {كُذِّبُوا}؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: {كُذِّبُوا}. قُلْتُ: فَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ , فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ؟ قَالَتْ: أَجَلْ لَعَمْرِى {يا عُرَيَّةُ! ٤/ ١٢٣] لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ. فَقُلْتُ لَهَا: [لَعَلَّها] {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا] [مخفَّفةً]؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ (٩٥)! لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا. قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الآيَةُ؟ قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ، وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ حَتَّى اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ.

[قالَ أبو عبدِ اللهِ: {اسْتَيْأسُوا}: افْتَعَلُوا مِن يَئِسْتُ منهُ، من {يوسفَ}: {لا تَيْأسُوا مِن رَوْحِ اللهِ}؛ معناهُ: الرَّجاءُ ٤/ ١٢٣].


(٩٥) هذا ظاهر في أنها أنكرت القراءة بالتخفيف بناء على أن الضمير للرسل، وليس كذلك، بل الضمير يرجع إلى المرسل إليهم، ولا معنى لإنكار القراءة بذلك بعد ثبوتها؛ كما حققه الحافظ في "الفتح"، وقال:
"ولعلها لم يبلغها ممن يرجع إليه في ذلك، وقد قرأ بها أئمة الكوفة من القراء، ووافقهم من الحجازيين أبو جعفر بن القعقاع، وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس وأبي عبد الرحمن السلمي وآخرين".

<<  <  ج: ص:  >  >>